قلمي .
ما هذا الصوت المنبعث من غرفتي ، كأنه يشدني إليه كأنه يناديني ، فقمت بفتح الباب . وإذ بي أرى قلمي يشد
متاعه للرحيل ، والدموع تغمر وجهه .
فحاولت الإقتراب منه لأعرف ما هو السبب الذي يدفعه للرحيل .
فقلت له : . يا قلمي .... يا رفيق دربي ..... ومأنس وحشتي .... إلى أين ..؟
فرفع رأسه قائلا ً والحزن يخيم ٌ على وجهه ...... ما زالت الشمس تشرق ..... أليس كذلك ..... ؟ !
فأجبته مستغربا ً من هذا السؤال ... نعم ... .. وما الفائدة من ذلك ...... ؟
فقال :إذن لماذا ترهقنا الأحزان وتأبى إلا أن تترك بصماتها في عيوننا ووجوهنا ..... فأنتم يا معشر البشر
ترون سحابة من الأحداث المأساوية تغطي واقع الإنسان ...... ولكنكم لا ترون أنه في الوقت نفسه هناك الشمس
ساطعة إلى جانب هذه السحابة .... تنشر نورها في أرجاء الفضاء الواسع تبعث التفاؤل والأمل ..... أريد أن أرحل
إليها لأعيش على شاطيء أشعتها الذهبية .
فقلت له : لا أفهم ما تقول ................!!!!!!!!!!!!!!!
فتنهد قائلا ً : ... بين اليأس والأمل خيط لا يكاد أن يرى بسهولة ، ومع هذا يمكن تجاوزه بهدوء ... !!
يا أخي لكل شيء في الحياة حكمة ، ففي المرض حكمة ، وفي الحرمان حكمة ، فأتمنى أن تكونوا أيها البشر
حكماء في أي وضع أنتم فيه حتى تستطيعوا الوصول إلى ما تريدون بالصبر والمعاناة .
أعذرني يا أخي على ما سأقول .... لقد أصاب القحط أعماقكم ... كما أصاب كل بقعة في أرضكم الواسعة .....
فلم تعد تنبت إلا شوكا ً وأحزانا ً ....لقد تلاشى الخير في حياتكم أيها البشر ..... هل نسيتم مبادئكم... وقيمكم ...
وأصالتكم .... فلم تعودوا تفكروا بها أبدا ً ..... فلم يعد الأخ يفكر بأخيه .... ولا الجار بجاره .... فأصبح كل واحد
منكم كأنه الكائن الوحيد في هذا العالم !!!!
اعذرني ... فهذه الكلمات لا تخرج إلا حرقة ً عليك أيها الإنسان .... أتمنى لكم أن تتحدوا ..... وتنبذوا خلافاتكم ....
وتذكروا قوله تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقيين ) آل عمران / 133.
فما هو سبب الصمت الذي خيم على الأرجاء كلها ......!!!!
وعسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج ٌ قريب .
فوجدت نفسي أصرخ بصوت ٍ مرتفع ..... كفى كفى .. كفى يا قلمي ... إنك تعذبني بما تقول .... فإن أحزانك لامست
قلبي فدخلت إلى أعماقه كالسهم الذي يصعب إنتزاعه .....كفف الدمع يا قلمي فلا أحب أن أرى دموعك وهي تسيل
على وجهك ...... إني أعدك أن أكون لك نعم الصديق ... وأتحمل أوجاعك بصمت وأداوي جراحك بهدوء...... فوق
السطور ... على أن ننتصر معا ً بالحب والصدق بإذن الله .
أرجوك يا قلمي الغالي ... لا تستنفذ آخر نقطة حبر ٍ فيك ..... لأنني بحاجة ٍ إليك .... ولن أتخلى عنك .... ولن أنسى
ما يربطني فيك يا قلمي العزيز ... ورفيق دربي المخلص .... ليس المهم من تكون ، ولكن المهم أن تقرأ اسمك كل
يوم على وجه الشمس ........!!!!
بقلم : مها .
كتبت بتاريخ 16 / 12 / 2008 م .
و قد كتبت في منتدى آخر .