#9
كالوَقت مُطارد بلا مَخْبأ
السلام عليكم ورحمة الله
حديقة الغروب
خمسٌ وستُونَ.. في أجفـان إعصـارِ
أما سئمتَ ارتحـالاً أيّهـا السـاري؟
أما مللتَ من الأسفـارِ.. مـا هـدأت
إلا وألقتـك فـي وعثـاءِ أسـفـار؟
أما تَعِبتَ من الأعـداءِ.. مَـا برحـوا
يحـاورونـكَ بالكبـريـتِ والـنـارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَـتْ
سـوى ثُمـالـةِ أيــامٍ.. وتـذكـارِ
بلى! اكتفيـتُ.. وأضنانـي السـرى!
وشكا قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
***
***
أيا رفيقةَ دربي!.. لـو لـديّ سـوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيـكِ أعمـاري
أحببتنـي.. وشبابـي فـي فتـوّتـهِ
ومـا تغيّـرتِ.. والأوجـاعُ سُمّـاري
منحتني من كنـوز الحُـبّ. أَنفَسهـا
وكنتُ لـولا نـداكِ الجائـعَ العـاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ البحـرَ قافيتـي
والغيم محبرتـي.. والأفـقَ أشعـاري
إنْ ساءلوكِ فقولـي: كـان يعشقنـي
بكلِّ ما فيـهِ مـن عُنـفٍ.. وإصـرار
وكان يـأوي إلـى قلبـي.. ويسكنـه
وكـان يحمـل فـي أضـلاعـهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً
لكنـه لـم يقبّـل جبـهـةَ الـعـارِ
***
***
وأنتِ!.. يا بنـت فجـرٍ فـي تنفّسـه
ما في الأنوثة.. من سحـرٍ وأسـرارِ
مـاذا تريديـن منـي؟! إنَّنـي شَبَـحٌ
يهيـمُ مـا بيـن أغـلالٍ. وأســوارِ
هذي حديقة عمـري فـي الغـروب..
كما رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَـرَ.. والأغصـانُ شاحبـةٌ
والـوردُ أطـرقَ يبكـي عـهـد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئـي كتبـي
فبيـن أوراقِهـا تلـقـاكِ أخـبـاري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بطـلاً
وكـان يمـزجُ أطــواراً بـأطـوارِ
***
***
ويا بـلاداً نـذرت العمـر.. زَهرتَـه
لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحـاري
تركـتُ بيـن رمـال البيـد أغنيتـي
وعند شاطئـكِ المسحـورِ. أسمـاري
إن ساءلوكِ فقولي: لـم أبـعْ قلمـي
ولم أدنّـس بسـوق الزيـف أفكـاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً
وكان طفلي.. ومحبوبـي.. وقيثـاري
***
***
يا عالم الغيـبِ! ذنبـي أنـتَ تعرفُـه
وأنـت تعلـمُ إعلانـي.. وإسـراري
وأنـتَ أدرى بإيمـانٍ منـنـتَ بــه
علـيَّ.. مـا خدشتـه كــل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لـي
أيرتُجَـى