من خلال تحديات هذا العصر الذي نصارع هذهِ التحديات من أجل أن نعيش ونحيى ونرتقي بمجتمعنا إلى معالي الحضارات دعونا ندخل في صلب الموضوع ،
والذي جعلت عنوانه " ليتني لم أكن معلماً "
فلا أريدك عزيزي وعزيزتي بأن يأخذكم هذا العنوان إلى مانتعرض له نحن المعلمين من ضغوطات وتحديات من قبل الوزارة ولا أريدكم أن تفهموا عنواني
بأنني فيه أضع نفسي بموقع المتظلم من وزارته فالوزارة لها سياستها لابد لنا أن نحترمها و نقدرها ولكن موضوعي هذا يتكلم عن ماهو أشد و أعظم من أن نكون في موقع المظلومين
كما تعلمون ان وزارة التربية والتعليم بنيت على أساس من أهمها المعلم والطالب فأنا وبصفتي معلماً بإحدى المدارس الأهلية بحائل سوف أتكلم لكم عن تجربتي الأولى في التعليم، وسوف أتكلم عن الطالب الذي هو الركن الثاني من أركان وزارة التربية والتعليم وهو شريكي في بناء مجتمعنا، متقيدين بتعاليم ديننا الحنيف، ومتمسكين بشرائع الإسلام ومطبقين لشرائع الدين الصحيحة،سوف أبداء بالكلام عن هذهِ التجربة وأخص بها كل طالب و معلم وولي أمر و مسئول و رئيس و مرؤوس وكل من بهمه الأمر،
هذهِ التجربة هي من دعتني أنهج هذا العنوان "ليتني لم أكن معلماً" ، المعلم هذهِ المهنة العظيمة و المرمي على عاتقها مسؤوليه كبيره القليل منا من يستطيع تحملها و العمل بها فهي اللبنة الأولى لبناء مجتمع راقي و حضاري ومواكب لمتطلبات العصر،
دعونا نذهب إلى التجربة،ففي أول يوم وضعت قدماي في منشئة البناء ، وجدت إدارتها مكونه من مدير سعودي الجنسية بإدارة من بلدان عربيه،صمتُ فقلت لعلها المدرسة الوحيدة في المنطقة التي تحوي كادراً إدارياً من بلدان الوطن العربي، ولكنني من خلال بحثاً عن إدارة المدارس الأهلية بالمنطقة وجدت نفس ما وجدته في مدارسنا بل على مستوى مدارس المملكة العربية السعودية، فاسمحوا لي القول لكم ياأولياء الأمور أن تعليم أبنائكم يسير بالطريق الخاطئ ، ولم أقول هذا الكلام إلا بعد عمل بحثاً و دراسة
لم تظهر نتائجها إلا في الأخير، فسوف تعلمون أن ما قلته هو صحيح عندما أكمل لكم ما حدث لي في أولى تجربه لي بالتعليم،حيث المصيبة هي أن هؤلاء الإداريين هم من يصدر القرارات و يعمم التعاميم ، و الطرف الوطني وهو ممثلاً بالمدير
في غفلة الصحوة التي هو راضياً عنها وعندما تحدثه بما يحصل من وراءه من تخبطات و تشريعات تسلطيه هي بالدرجة الأولى
ضد الطالب و ضد كادر المعلمين ، يخبرك بما يفاجئك وهو إنه على علمٍ بما يحدث ولكن هناك من يريد ذلك ،أخي أختي
ماذا تقول عن هذا المدير؟
من وجهة نظري أقول له ليتك لم تكن إدارياً و أتمنى بأن لا تكون معلماً.
ومهازلُ تلوى مهازل في هذهِ التجربة، فماذا تتوقعون من أبنائكم الطلاب بإن يكون في مستوى وسط هذهِ الأداره التعسفية؟
ومن المهازل أيضا التي يتعرض لها الطلاب و المعلمين في المدارس الأهلية بحائل وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية
عندما دخلت على طلابي في أحد المراحل الأبتدائيه ، بعد تكليفي بتدريس مادة العلوم وذلك بالفترة الثالثة على وجه الخصوص،حيث أنني خريج بكالوريوس تخصص رياضيات وتم إنزالي من تدريس من مادة الرياضيات ووضع مكاني معلماً من الجنسية المصرية
ومن دون أية أسبابٌ أعلمها ، فقلت هناك إدارة هي من لها الحق في اتخاذ مثل هذهِ القرارات التي لا تعقل ولم أكن راضياً عنها،سئلت الإدارة عن هذا القرار فكان الجواب هو لراحتي وجعلني مرتاحاً ، جواب لم اقتنع به ولكن قلت تجربه في مادةٍ أخرى يمكن
إن اكتسب الخبرة في هذهِ المادة ، دعونا نذهب عندما دخلت على هؤلاء الطلاب الذين بدا عليهم تذمراً شديداً ، لا أعلم مآبهم ماحالهم
من هذا التذمر ، سئلت الطلاب ماحالكم ماذا أصابكم ، أتعلمون ما جاوبوني به الطلاب قالوا لي بالحرف الواحد يا أستاذنا الكريم ،هل أنت تخاف الله ؟ قلت لهم نعم ، هل أنت تخاف أحداً غير الله ؟ فقلت أنا لا أخاف إلا من الله وحده ،تفاجئي من هذهِ الأسئلة ذهب بي بعيداً جداً فسألتهم ما هو سبب سؤالكم لي عن مخافة الله؟
قالوا ياأستاذنا الفاضل:
إن مدرسنا السابق الذي كان قبلك وهو مصري الجنسية و يعمل وكيلاً بالمدرسه ، منح أحد الطلاب الدرجة رقم (1) وهي في
نظام التقويم تعني أن الطالب أتقن جميع المهارات المطلوبة للمادة، حيث أن الطالب لم يحضر إلى الدوام سوى أياماً قليلة
تنفستُ كما يتنفس الصعداء، فقلت الموضوع بسيط، تحدثت إلى الطلاب قائلاً: إن نظام التقويم ليس له علاقةً بحضور الطالب
أو غيابه، ولكنه بمجرد إتقانه للمهارات الحد الأدنى يعتبر مرفوعا بالنظام،
فقام أحد الطلاب سائلاً يا أستاذي الفاضل ما بال هذا التقويم الذي لا يطبق الفروق الفردية بيننا نحن الطلاب المنتظمين وبين هذا الطالب الذي لم يحضر سوى أياماً
قليله ؟ وهل يحق لنا أن نغيب جميع أيام السنة وبالأخير ننجح ونرفع للمرحلة التالية؟
هنا انعقد لساني وأنا لست على علمٍ بهذهِ الخصوصية التي هي من اختصاص الإدارة ،
وقام طالباً آخر متسائلاً ياأستاذنا الفاضل ، لماذا لا تعمل له تقييم إذا حضر في يوم من الأيام ، أو عمل استدعاء له عن طريق المرشد الطلابي،هنا كان لي متنفساً آخر، قلت لهم سوف أعمل له استدعاء بالحضور، وكان متنفساً لي لأنني وبكل ثقة بمن كان قبلي أنه معلماً، وأنه لم يكتب
شيئاً لطالب هذا إلا وهو على دراية كافيه بإتقانه لهذهِ المهارات ، أتى الطالب بعد عدت إستدعائات ، ولما واجهت هذا الطالب ، لعمل تقييم له وجدت مالا تحمد عواقبه، أتعلمون ماذا حدث! أن الطالب لم يجاوبني بشيء وقال لي ياأستاذي العزيز ، أنا لا أعرف شيئاً مما تقول ،هنا صدمت بصدمتٍ لم أتحملها ولم أحسب لها أية حساب ،
ذهبت من بعد نهاية الحصة إلى زميلي معلم المادة السابق وهو وكيلاً أيضاً للمدرسة ، قلت له يازميلي العزيز: لماذا منحت الطالب درجة (1)
من التقويم؟ يعني كلامك أنه أتقن جميع المهارات الحد الأدنى، أتعلمون ماجو بني به ذلك الذي يقالُ إنه معلم و أنا لم أقولها إلا بعد جوابه لي ..قال: يا أستاذ نحن في مدرسه أهليه ولابد من أن ينجح الطالب كي نكسب ثقة أولياء الأمور، فقلت له مادام تفكيرك لتعليم وصل إلى هذهِ الدرجة ،فأقول لأولياء أمور الطلاب إن تعليم أبنائكم في الاتجاه الخاطئِ ، ولابد من ان تدركوا تعليم ابنائكم وتعليمهم التعليم الصحيح،
وماهي المصيبة الأعظم من ذلك هي أنني ذهبت إلى مدير المدرسة،شاكياً له حال هذا الطالب، رد علي قائلاً " مشوا الأمور بس أهم شيء نمشي " مار أيكم بما قاله هذا المدير الذي لا يحمل سوى أسم مدير فقط لا غير،رجعت إلى طلابي وعند دخولي عليهم و إلقاء تحية الإسلام عليهم ردوا علي السلام وبعد السلام قالوا: أسمح لنا يا أستاذنا بأننا سوف نغيب باقي
أيام السنة، هنا أحسستُ بأن ثقة الطلاب بدأت تذبل من ناحية المعلمين، فقلت لهم يا أبنائي أنا سوف أضع له الدرجة رقم (4) لأنه لم يتقن أية مهارة .
في النهاية من خلال هذا الأسبوع شكلت لجنة التوجيه والإرشاد التي تدرس حال الطلاب المتبقين في مراحلهم وهذهِ اللجنة مكونه من مدير المدرسة
كالرئيس و وكيله و المرشد الطلابي كاعضاء في اللجنة، فلما وصل ملف هذا الطالب قال المدير يرفع الطالب ،فقام المرشد بكل شرف فقال يا مديرنا الفاضل كيف ترفع هذا الطالب و لم تمر ولا على أي مبررٍ من مبررات الترفيع المنصوص عليها بالتعميم الصادر من إدارة التعليم ،فقال له المدير: أنا رئيس اللجنة ، و أنا من يحدد من يرفع و من يبقى، فقال المرشد ما هو وضعنا في هذهِ اللجنة ؟ فأعتذر المرشد الطلابي من هذهِ اللجنة قائلاً: حسبنا الله ونعم الوكيل.
" فأقول ليتني لم أكن معلماً "
ماذا نستنتج من هذهِ التجربة التي جعلتني أتمنى أنني لم أكن معلماً، من وجهة نظري أستنتج من واقع تجربتي،بأن هناك أخطاء فادحه و نواقص في التقويم المستمر لابد من معالجتها ودراسة هذهِ الأخطاء على وجه العموم والسرعة و إدراكها قبل الوقوع بالمحظور.
وأيضاً وضع المدارس الأهلية تحت المجهر ويتم اختيار كادرها الإداري والتعليمي من قبل إدارة التعليم ، ويكون اختيار الكادر الإداري
على أساس من هم مشهود لهم بالأمانة والإخلاص ويمتلكون روح العمل التعاونية.
فكمى لنا أبناء في المدارس الحكومية كذلك هناك أبنائنا من الطلاب في المدارس الأهلية.
وأخيراً و ليس آخراً ، ادعوا بالهدايه لكل مديراً مثل مديرنا و أن يخافوا الله فيما بين أيديهم من أمانه
منقول