من يرضى الموت لفلذات كبده؟
من يرضى الموت لبنته؟
من يرضى أن تصاب أسرته بأذى؟
من يرضى أن يصاب براعم الوطن بسوء؟
من يرضى أن يفتح باب الشماتة بوطنه؟
إنه الطمع، إنه الجشع، إنه العمى، إنه الفساد، إنه موت الضمير، إنها الخيانة!!!
فلذات الأكباد، ونساء الأمة يصارعن الموت دون حراك من الجهة المسؤولة في المقام الأول"الدفاع المدني" فبين لحظة وقوع الحدث (11:45) ولحظة وصول المنقذ (13:30) وقت طويل جدًا بقياسات أخر الدول تخلفًا، فكيف إذا قسناه بمقياس الدول المتقدمة!؟!
هل لأن حياة الناس لا قيمة لها ولا معنى؟
أين الجاهزية التي نسمع عنها على صفحات الصحف يوميًا؟
أين الجاهزية التي ترددها وسائل الإعلام على مدار الساعة؟
هل هذه هي الجاهزية؟
أم أن الحدث وقع في وقت الاستراحة، ووقت الاستعداد لصلاة الظهر، وتناول شيئًا من المفاطيح يا رجال الدفاع المدني؟
نحمد الله أن في شباب الوطن غيرة وشهامة، فهم رجال المواقف الصعبة؛ والمواقف البطولية التي حملوا فيها أرواحهم على أكفهم وخاضوا وسط النيران دون أي ملابسة واقية أو أجهزة كلفت الدولة ملايين الريالات، لينقذوا بناتهم وأخواتهم من موت محقق، بعد أن تخاذل أهل المسؤولية عن واجبهم الذي تحملوا مسؤوليته وأقسم على الوفاء به.
عفوًا لقد ظهروا بصورة مشرفة أمام سمو أمير المنطقة عندما قام بجولة تفقدية للمدرسة وكانوا مغاوير لا يشق لهم غبار في شرح الحادث وتحميل المسؤولية لكبش فداء ليتنصلوا من واجباتهم ومسؤلياتهم.
إلى متى وشبابنا هم من يشمر عن ساعديه في اللحظات الحرجة والمواقف القاتلة ليقوم بواجبات غيرهم، والمعني همه التصريح لوسائل الإعلام متى ما حضر، هذا إذا حضروا؟!؟
نعم المدرسة ومن فيها لم يتلقوا تدريباتهم المدنية الطارئة، فهذه أول شماعة أخذوا يعلقوا عليها خيبتهم، ومن ثم طفايات الحريق، ومن بعدها مخارج الطوارئ إلى غير ذلك من الأعذار الواهية!
ولكن أين أنتم قبل نشوب الحريق من القيام بواجباتكم في تفقد المباني وجاهزيتها لمثل تلك الظروف؟
ولعل في هذه الحادثة خير كبير، ليتم دمج الدفاع المدني مع البلدية أو أي جهة أخرى حتى تتمكن من القيام بواجبها خير قيام !!!
لكني أشك بذلك، فقد تم دمج وزارة ورئاسة لتكون وزارة واحدة في حادث مشابه سابق، وكانت النتيجة تخبط في تخبط إلى تخبط من القرارات المتعارضة وتنظيمات متقاطعة وتعقيدات متلاحقة!!!
لا أدري هل يحق لي أن أقدم التعازي والمواساة في المتوفيات والمصابات؟
أم أقدمها في الفشل الذريع لجهاز الدفاع المدني في القيام بواجبه على أكمل وجه؟
أم أقدمها في احتضار وزارة التربية والتعليم في بلادي؟؟
وفي كل الأحوال أقدم التعازي لكم جميعًا في كل الحالات : فأحسن الله العزاء وجبر المصاب في فقد الوطن لأهم جاهزين من أجهزته ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين، وبوفاة معلمتين وكذلك بفقد طفلتين وإصابة العديد من المعلمات والطالبات في هذا الحادث الجلل؛ الذي الأرقام أخذة بالارتفاع فيه، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.