(‘ صدأ القلبٌ ‘)
قال أبو الدراءٌ : لكلٌ شيء جلاء , وإنٌ جلاء القلوبٌ ذكر الله تعالىٌ .
وذكر ابن عمر عن النبيٌ صلى الله عليه وسلم قوله :
( لكل شيء صقالة , وإن صقالة القلوب ذكر الله عزوجلٌ , وما من شيء أنجي من عذاب الله
من ذكر الله عزوجل , قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ,
قال : ولو يضربٌ بسيفه حتى ينقطع )
ولا ريبٌ أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة ,
وجلاؤه بـــ الذكر , فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء ’ فإذا ترك الذكر صدىء ’ فبالذكر جلاه .
/
أسباب صدأ القلبٌ :
وصدأ القلب بأمرينٌ : بـــ الغفله و الذنبٌ ..!
وجلاؤه بالأستغفار والذكر والتسبيح فمن كانت الغفله أغلب أوقاته
كان الصدأ متراكبا على قلبه وصداه بحسب غفلته ,
وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ماهي عليه , فيرى الباطل
في صورة الحق , والحق في صورة الباطل ,
لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم ,
فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه .
فإذا تراكم عليه الصدأ واسود , وركبه الران , فسد
تصوره وإدراكه فلا يقبل حقا و لا ينكر باطلا ,
وهذا أعظم عقوبات القلب , وأصله من الغفله واتباع الهوى ,
فإنهما يطمسان نور القلب و يعميان بصره ,
قال الله تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )
وعلى هذا نبدأ بــ الأستغفار لآنه توبة من الغفله ,
ثم نثني بــ التسبيح لأنه ثناء على الله تعالى .
ويرى ابن القيم الجوزيه : آن محور السعادة يكون بثلاثه :
بــ/ النعم , فهي مذكرة بالله تعالى وذكرها شكرها
و المحن مذكرة وذكرها الصبر
و الذنوب مذكرة وذكرها الاستغفار .
مما قرأت .