وأوضح لنا سبحانه أن الشيطان يتربص بنا الدوائر، ليصدنا عن ذكر الله وعن الصلاة، فقال سبحانه: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُونَ)،...الخ الآيات التي يذخر بها دستورنا السماوي الخاتم – القرآن الكريم - .
الكسل عن أداء العبادات، وخاصة الصلاة هو داء يصيب جمع كبير من المسلمين، وأنه يبدأ بالتأجيل والتهاون، وينتهي بالترك والامتناع، مرورا بالتكاسل والتقصير، وأن الشيطان يجهز للمسلم المقصر قائمة بالأعذار التي يقنعه من خلالها بالتهاون في الصلاة، فيقول له : (المهم القلب)، (أنت يا ما صليت)، (يا سيدي ربك غفور رحيم)، (مفيش مشكلة لو أخرت الصلاة ساعة)، (العمل عبادة)، (عندما تذهب للبيت اجمع الصلوات)، (نم واسترح فأنت مجهد)،...الخ هذه القائمة الطويلة من أعذار شياطين الإنس والجن أعاذنا الله وإياكم منهم .
غير أن المسلم الحق هو الذي ينفض غبار التكاسل والتقصير عن نفسه، فيجدد النية والعزم على معصية الشيطان ومخالفته، وطاعة الرحمن، فيهب ملتمسا رضاه سبحانه، حريصا على صلاته، فيقوم إليها متى سمع النداء مهما تكن ظروفه، ويدع التأجيل والتسويف فإنهما من أسلحة إبليس لصرف المسلم عن طاعة ربه ومولاه.
أنصحك بعدد من الأمور منها : -
1- جددي النية والعزم على مخالفة الشيطان، وقولي لنفسك : من اليوم وصاعدا لن أطيع هذا الملعون في أي أمر، فهو لا يرجو ليَ خيرا، ولتعلمي أن الشيطان لكي عدو فاتخذيه عدوا قال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) .
2- اقرئي في كتاب الله، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الآيات والأحاديث التي تبين فضل الصلاة وأهميتها وعظيم الأجر الذي أعده الله للمحافظين عليها، كذا الآيات التي والأحاديث التي تحكي لنا سوء عاقبة تارك الصلاة والعقاب الذي أعده الله له، لتعرفي مكانتها، وفضلها فتكونين أكثر حرصا عليها. قال تعالى في وصف المؤمنين: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ،....)، إلى قوله تعالي (... وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وقال أيضا... رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)، وقال وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)، قال : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) ... الخ الآيات .
3- قومي إلى الصلاة متى سمعت الأذان مهما تكن الظروف، ولا تسمحي لنفسك بالتأجيل، واضبطي مواعيد البيت على الصلاة ما استطعت فإن هذا مما يعينك على تذكر مواعيدها .
4- استخدمي جدولا للصلاة – ولو لمدة شهر أو شهرين– سجلي به الصلوات، وقسميه إلى بنود: ممتاز، جيد، مقبول، ضعيف، وسددي خاناته في نهاية كل يوم، ثم اعطي نفسك درجة على الحفاظ على الصلاة، وانظري في تقريرك هذا في نهاية كل أسبوع، فإن وجدت خيرا فاحمدي الله وإن وجدت غير ذلك فخذي نفسك بالجد وجددي العزم، وهكذا...
5- يمكنك أن تستعيني ببعض أهل بيتك أو صديقاتك ممن تعرفين عنهن الحرص على الصلاة وأدائها في أوقاتها، ليذكرونك بها كلما حل موعدها .
6- أكثري من الدعاء في السحر واللجوء إلى الله وسؤاله أن يرزقك الحرص على الصلاة، وقولي " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، فمتى علم الله منك حبا وإخلاصا ورغبة في المواظبة عليها رزقك الحرص عليها .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..