هذه الصوره هي عبا رة عن مزيج من عدة صور مأخودة من آثارنا الإسلامية الخالدة في المغرب و الأندلس
و قد عنونهآ العضو البارز في منتدى التاريخ الاسلامي عبدلاوي معن
بـ"تلاقح الحضارات"
كونه اشتغل على عناصر من الطراز المعماري المغربي كما يظهر ذلك من خلال تلك التيجان المأخوذة من تحفة الزمان مدرسة السلطان أبي عنان وهي المدرسة التي شيدها السلطان المريني أبو عنان المريني في القرن الثامن الهجري و التي ظلت شاهدة على تفوق الفن المعماري العربي الإسلامي المغربي خلال القرون التي خلت,
كما قآم بإدخال إضافات طفيفة على هذه التيجان كجعلي الخواتم في أسفل التيجان و تحسين الأعمدة.
أما بالنسبة لتلك الأقواس فقد اقتبست من أحد الدور التي شيدها مسلموا الأندلس بعد سقوط العرب و التي توحي من خلال تزيينها بذلك الطراز المعماري الذي ظهر في الأندلس بعد سيادة المسيحيين عليها و يتميز هذا الطراز بكونه خليط من الفن الروماني أو القوطي بالتحديد و الطراز العربي الأندلسي و يسمى هذا الطراز اليوم بـ "المذجن" modujar لأن أهله كانوا من المسلمين المذجنين .
أما بأعلى الأقواس فتوجد كورنيش تحوي مقرنصات شبيهة إلى حد ما بتلك المقرنصات الإسلامية التي عرفت بها مباني الأندلس و غير بعيد عن ذلك فإنها مقرنصات مأخوذة من أحد الدور التي شيدها المسلمون في الأندلس و لكن هذه المرة ليست لهم أو لملوكهم المسلمين بل كانت لأحد الملوك الإسبان المعجبين بفن العمارة الإسلامية الأندلسية وتزيينها متميز و هو معروف عند المتخصصين و يتسم بكونه جمع بين فن الزخرفة الإسلامية كرسم و بين فن العمارة المسيحية من خلال وسائل النحث .
أما بأعلى الكورنيش السالفة الذكر فقد استعمل كورنيش مأخوذة من جامع باريس و الذي شيده ملك المغرب الراحل الحسن الثاني في قلب العاصمة باريس وهو مبني على الطراز المغربي الأصيل حيث يضم مجموعة من الإطارات الرخامية مليئة بالزليج المغربي المصنوع من طين فاس و الذي تنفرد به هذه المدينة العريقة فلا تجد قطعة من هذا الزليج إلا و كانت من طين فاس .
أما الأقواس التي بأعلى الصورة فهي مأخوذة من أحد البنايات المدجنة ب "سرقصطة" مع إضافة بعض التغييرات المحدودة في بعض عناصر القوس.
كما استعمل العديد من الزخارف المستوحات من فن الخط العربي و الذي يميز حضارة الشرق بروعته و جماله و تعدد مواضيعه و قد اشتغل على الرسم الذي يدل على ذلك المتعبد المتدلل إلى الله السامي إلى درجة العلو و الكبر في خضوعه للخالق عز و جل كما استعمل كتابات على شكل لقلاق و هو ذلك الطائر الموقر عند المسلمين و خاصة من أهل المغرب و الذي لا طالما اعتدنا على رؤيته دائما فوق المآذن الشاهقة وقد طوينا هذا الموضوع من جانب الإختصار لا التقصير أما قصة اللقلاق في حضارة المغرب فلا يسعني في هذا الوقت .
إضافة إلى هذه الرسوم اشتغل على موضوع خاص و متميز و هو الصقر العربي و الذي يعرف شعبية كبيرة عند أهل المشرق خصوصا أهل الضفة الشرقية من شبه الجزيرة العربية و قد قمت باستدعائه ليكون شاهدا و ممثلا لأهل البحريين و عمان و الإمارات العربية في هذا الثمثيل المتواضع.
لقد كان هذا وصفا متواضعا لما في ظاهر الصورة أما القلب فهو عبارة عن مسجد شيعي شيد على الطراز الصفوي و هو بأرض العراق و به زخارف توحي بأصالة الفن المعماري الشيعي .
أما النافورة التي تتوسط المسجد فهي مأخوذة بالإضافة إلى زليج الأرض من أحد المدارس التي شيدها المرينيون في مدينة فاس العريقة و تسمى بمدرسة العطارين و هي نافورة من الرخام المنقوش تشبه إلى حد ما نافورات حدائق الحمراء غرناطة و هي موضوع العديد من الأدباء و الفنانين العرب و الأجانب.
كما استعمل نور الشمس تيمنا مني بذلك النور الإلاهي الذي نرجوه من الخالق عز و جل بأن يمن به علينا ليرحمنا و يهدينا و يرضى عنا و يغفر لنا خطايانا و يوحد قلوب المسلمين وكلمتهم ,
لكل شيء إذا ما تــم نقصــان فلا يُغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان