انسان اليوم.. رحلة شقاء!
~,.:؛:.,~
"الطمأنينة" ترحل مخلفة ً وراءها ضحايا متناثرة على قارعة الحياة
أجساد يعلوها آثار الإعياء والاختناق وهي تلفظ أنفاس السعادة والاطمئنان
ليس بوسع أحد اليوم ان يكبح عجلة الحياة الطاحنة
كل تفاصيل الواقع تتسارع والشتات يلتهم الأذهان..
بين تأمين الحاجات المتزايدة واشباع الرغبات الجامحة
استـُنفـرت جميع الحواس في البحث عن رفاهية ننفس من خلالها عن جشع انفسنا..
أدْمـنّا الاستهلاك حتى استـُـنزفت طاقاتنا..
أترفنا في الاستجابة لمطالب الواقع المتعطش لسلب المزيد من صحتنا وراحتنا..
لم نعد ندرك ان أسرافنا في المرح والترف اعطب ذائقة الانس حتى أصبح لا شيء جديد يطربنا فاكتئبنا كالطفل الحزين يريد مزيدا من الحلوى
وغدا "الطفش" انشودة الصباح وحديث المساء..
أتخمنا البطون وطفحت الأسقام، فهلعنا ولجأنا إلى المشافي نريد استرداد العافية
لنشهد تدهور صحتنا بأم أعيننا وشبح المرضى مودّعي الصحة والراحلين عن الحياة يحيط بنا ويفسد سعادتنا
نحرص على التجديد ومواكبة كل جديد وان يبقى صرح ممتلكاتنا لافتاً للأنظار ليقتطع هو الآخر جزءاً من صحتنا آخر..
نحاول ان نكسر واقعنا الاليم في تدهور علاقاتنا ونردم هوة الفشل بالهروب من الواقع
نهرب إلى المطاعم والى الشواطيء ونبتعد اكثر واكثر ونسافر ونسهر حتى الصباح..
نثرثر كثيرا عن المبادئ وعن الحب والرومانسية لعل الكلام ينسج وهماً مريحاً ينسينا العجز في تحقيق الرضا بالذات!
نرغم انفسنا للاجتماع ولكن اللقاءات مثقلة باللوم والعتب والمحاسبة، عجزنا عن تقاسم المسئولية فكيف نتقاسم الهم والالم..
نسينا في خضم ذلك الشفقة بأنفسنا والعطف على وجوهنا المرهقة وأجسادنا المنهكة من وطأة الواقع الداهس..
كل شيء في حياتنا اليوم يتفرع وكل صغير يتضخم، محيطنا يختنق بالصخب..
لا تغركم القصور والاشجار المطلة من فوق السور، واجهة مرصعة بالحجر وباب كراج كهربائي وعدة سيارات فارهة تزيد المشهد جمالا، كل ذلك هو محاولة تعويض عن الاحساس بجمال الحياة الذي افتقدناه..
الشهود كثيرون وهم في ازدياد..
تكالبت علينا الاكدار وضاقت النفوس وتاججت شهية الصراع.. صراع مع النفس وصراع مع المجتمع وكل ما يحيط بنا
تشتت التفكير وباتت الحيرة عنوان الكثير..
تتخطفنا أيادي اللهو البراقة حتى كرهنا الجادة.. بل كرهنا الحق والصواب لانه يكشف عوراتنا فيؤلمنا..
مع كل تنهيدة نتوق ان نستقبل ما استدبرنا من امرنا لعلنا نغير المسار
ومع كل زفرة، تنهمر آلام العناء التي خلفها موج الواقع العاتي والحصاد المر لتبقى تلك الزفرة عالقة تعود كلما ثارت ذكريات العناء ومعها أنين النفس المرهقة..
نخط بالعصا على التراب.. يالها من حياة صعبة ويا له من زمن قاسٍ..صنعناها بايدينا
بصمات الجناية موثقة
نحن الجناه ونحن المجني عليهم
فلا حاجة لتحقيق يكشف سبب اختفاء "الاستقرار"!
ارهقنا الجري خلف كل سراب واضحى الوصول الى هدف ذو قيمة بعيد المنال
نمهد الطريق للتعاسة لنبكي الآلام والاحزان بـُعيْد الإصابة بها..
وهكذا تستمر رياح واقعنا المعاصر في اقتلاع المزيد من خامة الحياة
ونحن عاجزين عن صد امواجها العاتية..
,,,
لربما كانت نظرتي تبدو سوداوية بعض الشيء ولكنه واقع نعيشة ونشاهد ضحاياه وما تلك الحروف الا نبض الكثير ممن أطلقو آهاتهم للتنفيس عن اكتظاظ صدورهم بالاعباء..
فـ هل فقدنا استقرارنا النفسي والاجتماعي وهل من الصعب استرداده؟؟
,,,
..مما استوقفني ،