فتش عن البراءة !
إن العجز عن فهم سلوك الآخرين يعد بالنسبة للكثيرين أكثر جوانب
الحياة التي تبعث على الإحباط .. فنحن ننظر إليهم على أنهم " مذنبون "
لا على أنهم " أبرياء " !
فنحن ننجذب الى التركيز على سلوك الآخرين الذي يبدو لا عقلانياً في تعليقاتهم أو تصرفاتهم أو سلوكهم الأناني .. ويؤدي ذلك إلى إصابتنا بالإحباط الشديد ..
البعض تصدر عنه أفعال غريبه ( وهل هناك من لايفعل ذلك ) ؟
إلا أننا نحن من يصاب بالاحباط ولذا فنحن من نحتاج الى التغيير !!
ولا أتحدث هنا على القبول أو التجاهل .. إنني أتحدث فقط عن مجرد أن نتعلم الانزعاج بدرجة أقل نتيجة لسلوك الآخرين
ان استراتيجية البحث عن البراءة تعتبر اداة فعالة للتحول وهذا يعني
أنه عندما يتصرف شخصا ما بطريقة لا تروق لنا فإن أفضل طريقة للتعامل معها
هي أن ننأى بأنفسنا عنها ..
أي أن " نفتش عما وراء هذا التصرف " .
اعترف بأنك كل لا يتجزء !
قيل :إن ذربا اليوناني قد نقل عنه وصفه لنفسه على أنه " الكارثة الكاملة "
وحقيقة الأمر أننا جميعاً مثله حتى وإن لم نكن نرغب في أن نكون كذلك .
فنحن ننبذ الجوانب غير الكاملة بنا بدلا من تقبل حقيقة أننا غير كاملين .
ومن الأسباب التي تجعل من المهم أن تقبل جميع جوانب نفسك أن ذلك
سيسمح لك بأن تهون على نفسك وأن ترفق بها .
فعندما تتصرف أو تشعر بعدم الأمان فبدلاً من التظاهر بأنك رابط الجأش ..
عليك أن تفتح عقلك للحقيقة وأن تقول لنفسك : " أنا خائف ولا خير من ذلك "
وإذا شعرت ببعض الغيرة أو الجشع أو الغضب ..
فبدلاً من انكار مشاعرك عليك بالانفتاح عليها
وذلك سيساعدك على الخروج منها بسرعة والبعد عنها .
عندما تكف عن التفكير في مشاعرك على أنها أمر كبير
أو كشيء تخشاه عندئذ فلن تشعر بالجزع منها وكذلك ان انفتحت على كلية
ذاتك لن يكون عليك بعد الآن أن تتظاهر بأنك إنسان كامل .. أو أن تأمل
حتى في أن تكون كذلك وبدلاً من ذلك كله عليك أن تتقبل حياتك على ماهي عليه في الوقت الراهن .
ازرع نبتة !
قد يبدو هذا الاقتراح للوهلة الأولى سطحياً وغريباً !
مالفائدة التي يمكن أن تعود من زراعة نبتة !!
إن أحد أهداف الحياة الروحية وأحد متطلبات الطمأنينة والسكينة الداخلية
أن تمنح الغير الحب دون قيد أو شرط , وتتمثل المشكلة في الصعوبة البالغة
في منح شخص حبك !
أي شخص كان دون قيد أو شرط !!
فالشخص الذي تحبه سيصدر عنه في نهاية المطاف قول أو فعل خطأ !
أو يعجز أن يكون وفق توقعاتنا من ناحية ما .. ولذا فإننا نشعر بالضيق ونفرض شروطاً وقيوداً في حياتنا ..
: " سوف أمنحك حبي .. ولكن ! عليك أن تتغير ! يجب أن تتصرف بالأسلوب الذي يروق لي !!! "
إن بعض الناس يحبون حيواناتهم الأليفة أكثر مما يحبون من حولهم ..
ولكن منح حبك لحيوان أليف هو الآخر أمر في غاية الصعوبة !
فماذا يحدث عندما يوقظك كلبك في منتصف الليل بنباحه دون مبرر ؟
هل يظل حبك له على نفس درجته السابقة ؟!
أما النبات فسيسهل أن تحبه وهو على الحاله التي هو عليها ..
ولذا فإن زراعة نبات تمنحنا فرصة رائعة لأن نتمرن على منح الحب دون قيد أو شرط
أمنح نباتك الحب سواء أزهر أو ذبل ..
سواء بقي أخضر يافعاً أو يبس ومات !
عليك فقط أن تحبه ..
وبعد فترة وجيزة ... سوف تتمكن من توسيع دائرة حبك وعطفك إلى أشياء أخرى بخلاف النبات
وعندما تلاحظ الحالة الطيبة التي تكون عليها عندما تحب فتنظر إن كان بمقدورك أن تمنح نفس الحب إلى من حولك
تمرن على ألا تحتاج إلى أن يتغيروا أو أن يختلفوا حتى تمنحهم حبك !
امنحهم الحب وهم على نفس الحاله التي هم عليها .
ياللا كل واحد يروح يزرع نبتة
ابحث عن الأمور الخارقة وسط الأمور العادية
لقد سمعت قصة عن عاملين التقى بهما صحفي
سأل الصحفي أولهما :" ماذا تفعل ؟"
فكانت اجابته انه يشكو من أنه عامل بناء يقضي يومه واضعاً طوبه فوق أخرى !
وسأل الصحفي ثانيهما نفس السؤال ..
كانت اجابته مختلفة تماماً !
قال : " إنني من أسعد الناس حظاً إنني سأصبح جزءاً من تحف بناء جميلة
إنني أساعد في تحويل قطع الطوب إلى تحف رائعة "
لقد كان كلاهما على حق !
والحقيقة هي أننا في الحياة ما نريد أن نراه
فإذا بحثت عن الدمامة فسوف تجد الكثير منها وإذا كنت تريد أن تجد الخطأ في
الآخرين أو في مهنتك أو في العالم بشكل عام فسوف تجده بالتأكيد
ولكن العكس صحيح أيضاً .. فإذا بحثت عن الأمور الخارقة بين الأمور الطبيعية
فسوف تستطيع أن تدرب نفسك على ذلك .
مما أعجبني * ،