بسم الله الرحمن الرحيم
شدني خبر وقفت عليه في موقع اخباري عن الرئيس الاوغندي ونص الخبر " طالب الرئيس الاوغندي موري يوسيفيني شعبه بتجاهل مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا ونصحهم بالتركيز على انشطة تدر عليهم دخلا " وازداد اعجابي به لما اتبع القول العمل وامتنع عن اجابة دعوة وجهت له لحضور الافتتاح الرسمي ثم تبادر الي سؤال فتو جهت مباشرة للشيخ قوقل شيخ من لا شيخ له ليجيبني عن عدد مباريات كأس العالم فوجدت الجواب الشافي لسؤالي وسأقف لحظات مع جواب الشيخ قوقل وهو اعرف بمثل هذا ولا بأس من التصويب ان كان ثمة خطأ فالجواب ان عدد المباريات 64 مباراة
فأخذت أفكر ولعلكم تشاركوني التفكير لو شاهد شخص منا جميع هذه المباريات فانه سيقضي امام الشاشة 128 ساعة لو اعتبرنا ان المباراة ستأخذ منه ساعتين فقط يعني انه سيستهلك من وقته هذا الشهر خمسة ايام ونصف تقريبا أي ما يعادل 16 يوم دوام هذا طبعا على مستوى الفرد فكيف على مستوى الدولة او الامة فلوكان عدد المتابعين في المملكة فقط 10000000 مع اني متيقن انه اكثر من ذلك بكثير فهذا يعني اننا نهدر 160 مليون يوم دوام أي ما يعادل مليار و280 مليون ساعة عمل أي ما يكفي لتشغيل مئات المصانع لسنين ناهيك اني قصرت الامر على المشاهدة فقط ولم اتحدث عن التحليلات ومتابعة الاخبار والمنتديات الحوارية والمواقع الاخبارية والبرامج الرياضية ...الخ ناهيك عما يدفع فيها من مبالغ لو انفق ربعها على فقراءنا لزاد عن حاجتهم وربما اتيحت الفرصة لنقاش هذا الامر لاحقا
بينما يصل عدد المتطوعين في الاعمال التطوعية لـ 94.2 مليون فرد في امريكا عام 1994 بمعدل 4.2 ساعة اسبوعيا للفرد الواحد أي ما يساوي 20.5 مليار ساعة تطوعية أي ما يوازي عمل 9 مليون موظف رسمي أي ما يبلغ قيمته 176 مليار دولار امريكي فكم نتطوع ياترى وكم يهدر في كأس العالم؟!!
ولو تأمل احدنا هل هناك ما يستحق منا كل هذا الاهتمام والبذل ربما لم يصل الى جواب الا انه سيدندن حول الترفيه والهواية واجابات اخرى لا قيمة لها الا عند ذوي الهمم المتدنية ومن لا يعرفون للوقت قيمة اتمنى الا يأخذ احد كلامي هذا بهواه ولكن بعقله واتذكر لعمر رضي الله عنه انه يقول اني اكره ان ارى الرجل سبهللا لا الى امر دنيا ولا الى امر اخرة وينتابني كثيرا شعور بالدهشة عندما ارى الهوج والشراهة في تبني دولة كقطر لتجنيس كل من له علاقة بالكرة بينما لا تجنس اسرائيل الا من يحمل اعلى الشهادات وفي ادق التخصصات واندرها
وفي الاعوام الماضية كان لنا منتخب نتابعه ولكننا الان وشر البلية ما يضحك ليس لدينا الا حكم وربما لا يكون لنا في قابل الايام الا مشجع يحمل الخفاق الاخضر في المدرجات ثم يكلفنا المليارات للوفاء له فهل هو جنون الكرة ام غلبة العادة والهوى
والحقيقة اننا دائما نحاول الضحك على انفسنا وايجاد المبررات ونتسابق لألقاء الشرعية على اخطائنا فمنا من يقول ان انشغال الشباب بها اقل بكثير من انحرافهم واتجاههم نحو الهاوية واخر يرفع عقيرته بأنها ليست محرمة فلماذا التحجير على الاخرين وما سطرته ليس الا بكاء على اللبن المسكوب وذكرى لمن كان له قلب وعقل
واتمنى ان يبادر العقال والغيورين الناصحين من المختصين لدراسة هذا الامر من جوانب عدة من حيث التأثيرات العقدية والعصبية والنفسية والصحية واظن ان النتيجة لن تكون مرضية او على الاقل مطمئنة وكذلك الاثار السلوكية والاجتماعية واحداث الشغب والتفحيط بعد بعض المباريات واهلاك المال العام والخاص وكل ما سبق يحثنا على التفكير بتجرد مع انفسنا وهذه الظاهرة على الاقل كما يفكر الرئيس الاوغندي
عربات تدفقت ****تشبه الهائج الخضم
وعليها تكومت ****زمر طيشها احتدم
وعلى كل ساعد*** راية زاحمت علم
حشر الناس تحتها*** امم اثرها امم
ماجت الارض بالورود***وعيش الرخاء عم
فتساءلت والاسى ****ينذر القلب بالالم
هل فلسطين حررت ****وقطاف العناء تم
ام بشيشان دمرت**** قوة الملحد الاذم
قيل لا بل فريقنا ****فاز في لعبة القدم
اي سخف مدمر**** عن فساد الشعوب نم
والى اي خيبة**** هبطت هذه الامم
انا اقسمت بالذي**** برء الكون من عدم
وكسى ثوب عزة ****كل من بالهدى اعتصم
ان قنعنا بسخفنا**** وركنا الى النعم
فخطى الخصم ماضيات**** من القدس للحرم
عندها يندم الجميع**** ولا ينفع الندم
كتبه
احمد عبده كريري
الخبر 15-7-1431هـ