هادي كهدوء الليل وساكن كسكون البحر ترتاح إليه منذ اللحظة الأولى تطالع فيه عبق الماضي وأصالته ورقي الحاضر وثورته وأمل المستقبل وارتقاءه هو من بيئة اتسمت بالوفاء والصدق والمحبة احتضنه مجمع ثقافي كبير كان ومازال رمزاً في مجاله رددت الجبال والأشجار صوته وهو يتغنى بأجمل موروث تحتضنه مملكتنا الحبيبة في جنوبها الغالي انه اسم أصبح معنى يقاس به كل مستوى انه هرم العرضه الجنوبية ونجم شعر الشقر انه الشاعر : محمد بن احمد المالكي المشهور بـ ( أبن حوقان ) تشرفت " حدث " بلقاء خاصٌ مع هذا الرمز الذي يتشوق جمهوره إليه وهو بينهم وقد رحب بنا خير ترحيب وابدأ لنا استعداده في إرواء عطش محبيه من خلال منبر" حدث " .
وبداية نرحب بشاعرنا وعمدة حي الشاطئ : محمد بن حوقان المالكي ويبادر بقوله : يسعدني أن أكون في استضافة صحيفة كصحيفتكم الغراء " حدث " التي لمسنا فيها ومن خلال إطلاعنـا عليها وبشكل دائم مصداقيتها المبنية على ارض من احترام وتقدير خصوصية الغير وأنا على أتم الاستعداد للإجابة على ماتطرحون من أسئلة متمنياً أن أوفق في إرضائكم وإرضاء جمهورنا العزيز .
لم يكن والدي راضياً عن مشاركتي الأولى
س : متى كانت البدايات الفعلية لكم ؟
ج : كان ذلك في العام 1405هـ حيث شاركت في احتفالية متواضعة واذكر أن شعراء تلك الحفلة كان منهم الشاعر : سالم الفديم - رحمه الله – وأبو ذياب ولم أكن مدعواً لها ولكنني شاركت بناءً على رغبتي التي استجاب لها راعي الحفل وقد كانت مشاركة جميلة إلا أن الوالد لم يكن راضياً عن مشاركتي تلك من منطلق حرصه على اكتمال موهبتي ونضوجها وجاهزية استعدادي .
التقنية أسهمت في الارتقاء بفن العرضة
س : كيف ترون الفرق بين زمن العمالقة أمثال والدكم – رحمه الله – وهذا الزمن في شعر العرضة الجنوبية ؟
ج : من الطبيعي أن يكون كل شي في هذه الدنيا إلى تطور والعرضة الجنوبية في هذا السياق ، لربما يكون في الماضي هنالك التفاف من جمهور العرضه حول الشاعر وتناقل بعض الأبيات والقصائد التي كانت تقال في المحفلٍ ، ولكن في وقتنا الراهن أصبح للتقنية الحديثة تأثيراً واضحاً على الارتقاء بفن العرضة الجنوبية من أجهزة تسجيل ومايكروفونات وإضاءة وما إلى ذلك بالإضافة إلى تقدم فن ( الزير ) ففي الماضي كان لا يوجد إلا زيراً واحداَ بينما في الوقت الراهن هنالك أكثر من زير وبمستويات مختلفة تعطي نغم موسيقي أجمل وأقوى.
فن العرضة أسهم بشكل كبير في حل المشاكل الاجتماعية
س : كيف ترون العرضه الجنوبية والى أي مدى نهض شعرائها الحاليين بهذا الموروث العظيم ؟
ج : من الطبيعي أن لكل فن جبهتين أو فريقين أحدهما يدعو للتطوير والآخر عكسه ولكلن منهما رأيه وحيثياته وأنا من فريق التطوير الذي يحرص على المضي برقي المفردة والقصيدة ، وكما تعلم كان شاعر العرض في الماضي يحصر مشاركته في امتداح صاحب الحفل وذويه فقط ولكن في وقتنا الراهن تعدى شاعر العرضه هذا المستوى وأصبح يناقش في مشاركاته وقصائده المشاكل والقضايا الاجتماعية بل ولربما السياسة العالمية .
مخرج برنامج شاعر المعنى قال إن انضمام أبن حوقان أشهر من البرنامج
س : خوضكم لتجربة شاعر المعنى ماذا تقولون عنها ؟
ج : لكل تجربة مكسب وأنا قد اكتسبت من تلك التجربة شيئاً وهذا هو المؤكد ولم اندم على مشاركتي بها حيث كان من المهم أن أشارك بإثبات أمرين أولهما : أرضاء لمن يريد وجود ابن حوقان في الساحة الإعلامية من خلال مسابقات كتلك والثاني لكسب المعرفة عن تلك البرامج من تنظيم وخلافه ، إلا أنني فوجئت بضعف في التنظيمات ولا أخفيك أن خروجي منها عقبه خروج الصحفيين بالكامل حتى أن المخرج لتلك المسابقة قال أن انضمام ابن حوقان أشهر من البرنامج نفسه ولكنني أشيد باللجنة التي كانت تقوم على ذلك البرنامج فهي لجنة رائعة – رحم الله من مات منهم – ووفق الحيين فقد أخرجت لنا تلك اللجنة شعراء رائعين لم يكن لهم وجود قبلها أمثال الشاعر : حامد , والشاعر سلطان , والشاعر سعود وآخرين .
شعر العرضة أسهم في حل مشكلة خط الجنوب
س : إلى أي مدى ترون أن شعر العرضه يخدم قضايا المجتمع ؟
ج : يطلق على فن العرضه التراث والتراث هو : فلكلور والفلكلور يعني الحكمة فقصيدة العرضه مؤثرة جداً في جمهورها كالفنون الأخرى لدى جماهيرها ومن المؤكد أن للعرضه تأثير في حل القضايا الاجتماعية وهنالك أمثلة كثيرة ولعلني استشهد بقصيدة الشاعر : عبدا لواحد الزهراني في خط الجنوب الذي نقل فيها صورة عن معاناة مرتاديه لضيقة وخطورته ، وقد تعدل بعد فتره وأصبح مزدوجاً وقد تكون تلك القصيدة من ضمن الأسباب التي ساهمت في حل المشكلة وأصبح على ما هو عليه اليوم .
أتمنى أن أًصل إلى درجة اختيار المناسبة
س : يقال إن ابن حوقان يختار المناسبة التي يذهب إليها ؟
ج : أتمنى أن أصل إلى درجة الاختيار وأن يسمح لي بذلك بل على العكس ومن منطلق حرصي على إرضاء الجميع فأنا اعتبر أن حضوري مفرطاً ولكن إرضاء الناس غاية لا تدرك .
الشاعر عبد الله البيضاني جعلني اخل بوعدي
س : ما رأيكم في عتب البعض عليكم عدم تلبية دعوتكم بالمشاركة بمناسباتهم أو عدم حضوركم ؟
ج : أنا بشر وليس هنالك من البشر معصوماً من الخطأ ولربما يكون للشخص ظروفاً تمنعه أحياناً من الوفاء فالغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فدعني أروي لك قصةً قد حدثت لي ففي يوماً من الأيام دعيت إلى حفل داخل بني مالك وقد أرسل لي صاحب الحفل مقدم من المبلغ المتفق عليه والباقي قال سأوافيك به في الحفل وطلب مني وبشكل شخصي أن أتولى الترتيب لهذا الموضوع مع الشعراء المشاركين وفي يوم الحفل كان هنالك حفل آخر لأرحامي أهل زوجتي بالمندق وذهبت لكي أوصل أهلي إليه فقط دون أن يكون لدي نية في البقاء معهم ، فلم يكن من المرتب له إن يكون هنالك في الحفل عرضهً ولكنني فوجئت عند وصولي إليهم بوجود عرضه مقامة ووجود الشاعر : عبد الله البيضاني من ضمن الشعراء القائمين بإحياء تلك العرضه فأضظررت إلى المشاركة جبراً ولكنني قمت من فوري بالاتصال على الشاعر : عبد الواحد الزهراني ,, وعبد الله عقاب ,, وتسجيلات الوهيبي ,, وفرقة الزير,, وقمت بالترتيب معهم في الحضور إلى حفلة المالكي والتي قاموا بها على أتم وجه وخرجت حفلة رائعة ، إلا أن صاحب الحفل ذلك لم يكن راضياً عن ما تم وكان مصراً على وجودي الشخصي دون الأخذ في الاعتبار بالظروف التي شرحتها له مراراً وتكراراً ولكنه أخذ يشهر بي في كل مجلس ويحاول منع كل من يريد دعوتي ، ولكنني وبعد صبر تفهم ذلك الشخص الوضع وعادت الأمور إلى طبيعتها بيني وبينه , ومن هنا فأنني أستطيع أقول لك بأنني أقل الشعراء خلفاً بالوعد وذلك من منطلق حرصي على جمهوري ولاسيما أبناء قبيلتي فكل شاعر عزوته قبيلته وأنا مالكي وافتخر بذلك .
إخراج الحفل بشكل ممتاز هدفي ولا أجامل في ذلك
س:هل تشترطون من يشارككم المناسبة من الشعراء وتمتنعون عن مشاركة البعض؟
ج:جميعنا نبحث عن الأدب ونحترم من يتصف بهذه الصفة وإذا كان لي هنالك من اشتراط فهو في صالح إنجاح الحفل وإخراجه بالصورة التي تشرف صاحبه , قد يكون هنالك بعض المحاباة والمجاملة التي يذهب ضحيتها الشاعر ولعل من الأمثلة على ذلك أن تذهب إلى حفل وتفاجأ بإدخال شاعر لمجرد انه من أقارب صاحب الحفل وقد لا يكون يمت إلى الشعر بصله ، فهل يجب أن نتقبل هذا الوضع ؟؟ حتماً أنا ارفضه وارفض من يحاول أن يتسلق على أكتاف وأسماء الشعراء البارزين ناهيك عن بعض الشعراء المأخوذ عليهم تدني ذائقة التعاون لديهم والخروج عن مسار الأدب الذي يجب أن نلتزمه جميعاً شعراء وجمهور .
مستقبل العرضة الجنوبية يبشر بالخير
س: أين ترون العرضة الجنوبية وصلت في وقتنا الراهن والى أي مدى تفاعل الجيل الجديد من الشباب وحب هذا اللون الجميل ؟
ج: أستطيع أن أقول أن الأغلبية منهم يتفاعلون ويحضرون لاسيما وان بعض الآباء يحضرون أبنائهم إلى العرضة ويقومون بتعليمهم وإدخالهم الصفوف ، بشكل عام أنا مطمئن على جمهور العرضه في المستقبل بإذن الله تعالى .
انتشار العرضة الجنوبية يعتمد على نجاح الحفل
س: من وجهة نظرك أي قبائل الجنوب تراها هي الأكثر تفاعلاً واكتنافاً لموروث العرضه الجنوبية وتهتم به عن القبائل الأخرى ؟
ج: قد لا نستطيع التفريق في هذا الموضوع فالأمر يعتمد أو يرتكز على عدد من المقومات التي تجعله مرة يشع هنا ومرة يخفت هناك ومنها نجاح عرضة ماء في قبيلة سنرى في تلك القبيلة توالي العرضات نظراً للنجاح الذي حققته العرضه الأولى والعكس صحيح هنا فلو أن عرضة ما اخفق شعارها فسيعود ذلك بأثر سلبي وبالتالي لن تجد احد يتشجع لإقامة عرضة أخرى , ولكن من باب الأمانة فأرى ومن وجهة نظري الخاصة أن قبيلة زهران كانت هي في المقدمة سابقاً .
لكل ميدان فرسانه !!
س: كيف تنظرون إلى الشعر النبطي وهل لكم مساهمات فيه ؟
ج: كل ميدان وله فرسان فكما للعرضة شعراء وجمهور فللنبط أيضا شعراء وجمهور ولي مساهمات في هذا المجال مع شعراء جميلين جمعتني بهم أمسيات وكذلك مساهمات فردية نشر بعضها.