الحرمان العاطفي من اسباب المشاكل الزوجية
الحرمان العاطفي من أسباب المشاكل الزوجية
عبدالرحمن عقيل مساوي
مأساة كبيرة وكارثة عظيمة فعلاً أن يتحوّل أعظم وأشرف رباط مقدس بين الزوجين إلى شحناء وبغضاء وحسد وقهر وغبن وتصيد الأخطاء بل وتوريط للآخر في أمور لا يعلم عنها شيئاً وأن تتحول حياة الزوجين إلى جحيم لا يطاق وكأن بينهما عداء مستحكم أو ثأر قديم.. فعلاً مصيبة أن تختفي المودة والرحمة والعطف والإنسانية حتى رابطة الحب أعتقد بأنها ذهبت إلى غير رجعة فأصبحت المصالح وتحقيق الرغبات فقط واشباع الاحتياجات كيفما يكن هي سيدة الموقف.. في الكثير من الحياة الزوحية. بصراحة لم يعد الزواج هو الزواج ولم تعد الرابطة هي الرابطة الحقيقية ولم يعد الهدف هو الهدف الأسمى والمنشود من الزواج وحتى الإقدام على الزواج لم يعد الزواج نفسه بل أصبح الإقدام لأهداف وأغراض دنيوية الله بها عليم حتى وإن حاول الاثنان أن يخفيا تلك الأهداف الشخصية خلف قناع النفاق والمجاملة العجيبة والكذب على النفس وخداعها إلا أنها ستظهر يوماً على السطح وينكشف المستور وخصوصاً إذا كان ذلك الزواج قائماً على أرض هشة آيلة للسقوط في أي لحظة وعندما تحين الفرصة .. سبق وأن كتبت موضوعاً بعنوان لا حب في الزواج في هذه الصفحة، والغريب في الأمر أنه لم يعارضني أحد البتة على وجهة نظري تل
ك وكأن الناس تؤيد رأيي ذلك وتقول أنت على حق فيما ذهبت إليه، واليوم أقرأ موضوعاً للأستاذ الكاتب عبدالعزيز السويد بعنوان "حبوب الطلاق" في الرياض 12760وتاريخ 1424/4/1ه.. وهو ما جعلني أصرّ على وجهة نظري تلك.. وبصراحة أكثر أتدرون يا سادة ما هو الزواج في وقتنا الحاضر؟ هما يتزوجان بغض النظر عن الأهداف السامية التي أوجد من أجلها الزواج كاضفاء روح المحبة والعطف والحنان وتكوين أسرة سعيدة هي نواة صالحة لمجتمع صالح وحفاظ على النوع البشري ناهيك عن حفظ الأحساب والأنساب وغير ذلك. أسألكم بالله زوجة تطلب الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب فلا يحق لها ذلك فتلجأ إلى حيلة دنيئة وعمل مشين بأن تضع له حبوباً مخدرة في حقيبة سفره وهي معه حتى يكتشف أمره وتورطه وبالتالي تثبت بأنه غير كفء لها بعيب شرعي فتطلق، يا ساتر يا رب جاءت من أقرب المقربين ومن مأمنه أوتي الحذر.. أليس هناك حل أو حلول سليمة لمثل هذه الأمور هل انعدمت الحكمة والعقلانية والإنسانية والحلول الشرعية .. هل هناك زوجة تحب زوجها تفعل ذلك وحتى لو لم تكن تحبه لا يجب أن تفعل ذلك.. يقول قائل بأنه كان مفروضاً عليها فرضاً وهي لا تريده وأقول له حسناً هل ذلك يعطيها الحق .. أن تقوم ب
هذا السلوك المشين الذي يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية والإسلامية؟ وأن تتفق مع رجل آخر لتنفيذ تلك الفكرة الشيطانية؟ في المقابل الرجل الذي لا تريده المرأة لماذا يرغمها على البقاء والعيش معه؟ وكيف ستكون الحياة بينهما إن هي رضخت بالقوة للبقاء معه وهي كارهة له.. أين كرامة الرجل وحميته ورجولته الذي تقول له المرأة لا أرغبك ولا أريدك ولا أحبك وربما سمع منها كلاماً أشد قسوة من ذلك تجرح به كرامته وكبرياءه وبالرغم من ذلك لا يلبي لها طلبها ويبقيها معه.. أين الرجولة أم أن المال يمكن أن يجعل الرجل يدوس على كرامته ويلغي عقله ويفقد آدميته وربما كان لحقده وحسده أن تذهب تلك المرأة إلى حال سبيلها وترتبط بغيره دور في ذلك أيضاً.. بالله عليكم حياة كهذه عناد ومكابرة، قلق واضطراب، صراع وتوبيخ، محاكم وشرطة، أرق وضغوط نفسية وغير ذلك من يصبر على ذلك إلا شخص يريد أن يحقق هدفاً في الغالب دنيئاً حتى وإن طال الأمد وجميعكم تعرفون ما أعني.. نعم الآن المصلحة فوق كل اعتبار وفوق الحب والعواطف والمثاليات.. اعطني أعطك .. وما عدا ذلك فلا .. وصدقوني لو كان الاثنان هما ضحية هذا الزواج لهان الأمر ولكنهم الأطفال شباب المستقبل وعماد الوطن.. فلم تأت
الجريمة والانحراف إلا ثمرة فاسدة لزواج كهذا.. وفي نهاية المطاف نحمل المسؤولية لجهات أخرى وكل ذلك لإسقاط عيوبنا وفشلنا على الآخرين..
@ بعض أسباب العنف الزوجي إذا جاز لنا أن نسميه بذلك:
- ضعف الوازع والرادع الديني وخصوصاً لدى الزوج فهذا ينعكس بالتأكيد على تعاملها مع زوجته فيجعله يعاملها بصلافة وجفوة دون حب أو مودة أو أي شعور بإحساس ومشاعر ونفسية الطرف الآخر وذلك لأنه لا يحسب أي حساب للعقاب الأخروي وهذا مما يجعل المرأة تفكر بأي طريقة للخلاص مهما كانت في ظل غياب العقل والدين ووجود القهر والغبن الذي يسيطر على حياتها للطلاق من هذا الرجل.
- التربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة والسيئة من قبل الأسرة للاثنين معاً وعدم معرفة كل منهما بحقوق وواجبات الآخر فالمرأة قيل لها لا بد وأن تتزوجي حتى وإن كان أول طارق لتشعري بقيمتك وانوثتك ونرى أحفادنا وحتى لا يسخر منا ومنك أحد، والرجل فُهِّم بأن المرأة للمتعة والإنجاب فقط وبعد أن حقق كل منهما مأربه واكتفيا بذلك بدأ الملل والتذمر والشكوى ونشوء المشاكل والعنف.
- يتحمل المسؤول عن الفصل في الخلافات بين الزوجين بعض ما يحدث من عنف بين الزوجين وذلك لتأخره كثيراً في الفصل بين الاثنين إذا ما وجدت مشكلة استحالت معها حياة الاثنين واستمرارهما معاً. خصوصاً بعد التحقق والأدلة والبراهين التي تدين الزوج وتثبت بأنه ليس كفؤاً للمرأة.. وعندما يحدث هذا التأخير تبدأ المرأة بالتذمر والقلق ومن ثم اللجوء إلى طرق غير مشروعة للخلاص المبكر مثلما حصل مع بطلة قصة حبوب الطلاق...
- إرغام بعض الآباء لبناتهم بالزواج لأنه لا يريدها أن تبقى لديه أو أن يتحمل مسؤولياتها أو أنه حصل على أموال طائلة من شخص غير كفء لابنته من جميع الجوانب أو لاعتقاد البعض والبعض أن ابنته تأخرت في الزواج ومنعاً لكلام الناس وعندما تذهب تلك الفتاة لشخص لا تحبه ولا تريده فإنها قد تلجأ إلى طرق شيطانية وعدوانية للخلاص من ذلك الرجل المدفوعة إليه دفعاً.
- الزواج ليس الهدف، الزواج إنما من أجل تحقيق هدف شخصي دنيوي وغالباً ما يكون مادياً، وعندما يصل الشخص إلى هدفه أو لا يصل لبعض الأسباب عندها تبدأ المشاكل والعنف.
- دائماً ما تكون المرأة هي الضحية لتصرفات زوج طائش لا يقدر الحياة الزوجية وذلك لأنها مغلوبة على أمرها ولا تملك حرية نفسها فهي لا تستطيع الخلاص من الرجل متى ما أرادت بعكس الرجل فإحساسها بالضعف وعدم تلبية رغبتها في الطلاق بسرعة وخصوصاً إذا كانت محقة وتكالبت عليها الظروف فإن ذلك قد يجعلها تلجأ إلى أساليب غير سليمة وربما بمساعدة آخرين من شياطين الإنس جعل زوجها يطلق سراحها ويطلقها.
- المادة .. ثم المادة ثم الحرمان العاطفي بجميع أشكاله في اعتقادي سببان مهمان لكثير من المشاكل والعنف الزوجي