& الناس معادن ومن أغلى معادن تلاقي ناس &
إذا كان المأثور الشعبي يشبه الناس بالمعادن لإختلاف ألوانهم وطبائعهم ، وأن أحدهم تغنى بذلك قائلا : " الناس معادنومن أغلى المعادن بتلاقي ناس ، وناس …" أغنية لا أنكر إعجابي الكبير بكلماتها المعبرة بصدق عن الواقع
فى ساعه صفاء ذهنى اخذت فى تقليب ارشيفى الموسيقى فوجدت شريط ليس عليه مايدل على مابه من مواد فحبيت ان اعرف ماذا يحوى فى داخله
واذا بى اسمع الفنان العربى المصرى
الفنان محمد العزبى
فاستمعت اليه وهو يغنى موال ويردد فى مواله بهذه الكلمات
الناس معادن ومن اغلى المعادن تلاقى ناس
ناس بتضحك فى وشك وتذم فيك للناس
وناس طيبين وناس مش ناس الى خر الموال
ولاادرى لماذا حركت هذه الكلمات أفكارى ونسجت هذا الموضوع
فعلا الناس انواع اى اجناس
النوع الاول / من يمتلك مشاعر فياضه وحب لكل الناس دون تحيز او تميز ويكون محبوبا لدى الناس
ومذموما لدى الحاقدين عليه من حب الناس له
وهذا النوع يستحق التعامل معه والوثوق به لان تعامله مع الناس والمجتمع بصدق وطيب خاطر
ويصبح له مكانه فى المجتمع رفيعه ومهما وصل الى اعلى الدرجات العلميه والعمليه فى حياته
فان أخلاقه تكون هى الحاجز المنيع من تغلغل الغرور الى داخله وهو دائم يصرح بان هناك عوامل
واشخاص اثرت فى حياته واوصلته الى هذه المكانه
وقد تكون عوامل اسريه هى التى زرعت فى داخله الحب الصادق والتعامل مع الاخرين بصدق
والبعد عن الخداع والكذب او مصالح شخصيه وكل هذه العبارات ماهى الا قيم ومبادى التى زرعتها
اسرته لان اسرته مزروعه هذه القيم والمبادى فى قلوبهم وقد تكون هذه الاسرة هى المصدر الحقيقى
لهذه الشخصيه وهى المرشد الذى ينير له الطريق الصحيح وتعريفه الغلاط المراد اجتنابها
وتكون الاسرة هى القدوة الحسنه فى حياته وربما هناك اشخاص غير الاسرة
ربما يكون صديق صدوق او معلما تتلمذ على يديه هذه المبادى
كما نجد فى داخله حواجز منيعه تقف بينه وبين التعالى والتكبر على من هم أقل منه ذكاء او علما
اوفقرا وهذا النوع يصبح خالدا فى قلوب المجتمع
النوع الثاتى / المصلحجى
اى الانسان الذى يسعى الى مصلحته الشخصيه دون اعتبار للاخرين ولديه الاستعداد ان يضحى
بأقرب الناس اليه لاجل الوصول الى غايته المنشوده حتى ولو داس على المجتمع بأسرة
ويكون هذا النوع مكروها داخل مجتمعه وبعيد عن التعامل معه
وهذا فى نهايه امره يكون منبوذا من المجتمع وقد يصل به الامر الى أسفل السافلين من درجات
الانحطاط الاخلاقى ويكون قريبا من هواجس ووسواس الشيطان الذى يصور له انه الاوحد والاعظم
فى هذا الكون فيجب عليه ان يدوس على من يقف فى طريقه او توجيه النصح له وتبيين الحقيه له
لان من ينصحه او ينير له الطريق ماهو الا حاقدا عليه وعلى قدراته ويتصور انه الوحيد على وجه الكره الارضيه الذى يستحق ان يخضع له بقيه البشر وهذ النوع غير مخلد فى مجتمعه ونهايته الندم الذى قد يصله الى دهاليز الحياة المظلمه وربما يصل الى درجه الجنون او الانتحار حينما يجد
نفسه فى الحياة دون معين اوصديق او اسرة
النوع الثالث / الذى يكون ذليلا لمن هو أغنى منه شانا او جاها او ماديا
ويكون عبدا لكل من هب ودب فى سبيل ان يصل الى مركز وظيفى او كميه من الاوراق النقديه
او الى سفريه بلوشى اى محمول مشمول على قول الحضارو ويكون ارجوز الكل
يضحك من اسياده مع العلم انهم يضحكون عليه وليس منه او من حركاته او تعليقاته التى بها
الكثير من الانحلال الاخلاقى
وهذا النوع غير صادق مع نفسه او مع الاخرين وغير محبوب من المجتمع
فنجده يهرج تارة ويعلق على هذا وذاك تارة اخرى لكى يرضى من يتمرغ على اعتابهم
من البشر الذين ليس فى قلوبهم مثقال ذره من الاحاسيس والمشاعر الانسانيه وهذا ايضا منبوذ
من مجتمعه وأهله
وهذان النوعان من البشر ليس لديهم قدوه وانما خلقوا دون ضمائر حيه فى قلوبهم ولاينفع
معهم النصح
والذى جعلنى اكتب هذا الموضوع او افكر فيه هو مالاقيته فى حياتى واحتكاكى لهولاء من البشر
فهناك من كان يتسكع فى شوارع وأزقه الحياة لاهدف له منشود ولا مستقبل يطمح اليه
ولكن بقدره قادر ضربت معه البليه واصبح فى اعالى القمه
يعتقد انه وصل الى هذه المكانه بفضل ذكاءه وبشخصه وهنا تجد كل انوع الغرور والحقد مزروع فى حنايا قلبه
ومنهم ثابر واجتهد وكد وواصل الليل بالنهار لكى يصل الى قلوب مجتمعه بصدق واخلاص واصبح فى مكانه عاليه فى مجتمعه ولكن لازال يحترم من هو دونه مستوى او اعلى منه مستوى
يحترم الصغير قبل الكبير ويحن ويعطف على الفقير ويقف الى جوار الضعيف وشعاره فى الحياة
شرفه المشرف واخلاقه الحميده والنصح والتوجيه الصحيح هما البذره الحقيقيه فى استطيان
المحبه والاحترام للاخرين من البشر دون تحيز او تميز .
مما أعجبني ،