![]() |
سوبيا ياسوبيا
--------------------------------------------------------------------------------
ارتبط مشروب "السوبيا" ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك، حتى بات المشروب المفضل على المائدة الرمضانية، وأصبحت له شهرة واسعة في غالبية مناطق المملكة، وخاصة في المناطق الغربية منها. ومنذ زمن بعيد حرص البعض في المدينة المنورة على إعداد وتصنيع "السوبيا" حتى باتوا من الرواد في ذلك المجال، ليس على نطاق المدينة المنورة وحسب، بل تجاوزوا ذلك حتى باتوا يعرفون على نطاق أوسع، وبات القادمون من خارج المدينة المنورة يتسابقون إلى محالهم، والتي قد لا تتجاوز مساحتها أحيانا أمتارا ضيقة، متخذة طابعا شعبيا متواضعا. والسوبيا بحسب الثقافة التي ارتبطت بأذهان زبائنها مصدر لإمداد الجسم بالطاقة والحيوية التي يطلبها الجسم، وذلك بالنظر إلى المكونات التي تتكون منها السوبيا والتي تكون غنية بقيم غذائية مرتفعة. تراجع الإقبال إلا أن هذا المشروب الذي تعود بدايته إلى عقود طويلة توارثت صناعته أجيال معروفة، بات يفتقد إلى مذاقه ورونقه العتيق، ويرجع العم فهد مكي ( 65 عاما) أحد ممتهني عمل وبيع السوبيا على مدى 35 عاما، أسباب ذلك التراجع إلى عوامل عدة، يأتي في مقدمتها الإقبال الواسع من قبل الزبائن، بالحجم الذي لا يمكن معه توفر كميات تقابل ذلك الإقبال بنفس الجودة المطلوبة، خاصة في ظل رحيل أصحاب المهنة المتمرسين لها، وهو ما أدى- والحديث للعم فهد- إلى تزايد أعداد كبيرة ممن يدعون ارتباطهم بالمهنة، وغالبيتهم في مقتبل العمر، وبعض العمالة الوافدة التي تقوم بإعداد وتجهيز السوبيا بطرق بدائية، فضلا عن الأمكنة الملوثة التي عادة ما يتم فيها تحضير وإعداد "السوبيا" بدون أي رقابة. ويشير العم فهد مكي إلى وجود أصوات مجتهدة، ظهرت منذ فترة قريبة تحذر من تناول السوبيا، بدعوى أن لها أضرارا صحية على سلامة الإنسان، مما أسهم في انصراف البعض عن تناوله، ليبقى بعد ذلك مشروب السوبيا أمرا جدليا بين فريق يدعو لشربه، وفريق آخر يحذر منه. السوبيا البيتية ويعود العم فهد إلى قبل 30 عاما مضت مسترجعا ذكريات إعداد وتحضير السوبيا قديما، ويقول "كان عدد من سيدات المجتمع المدني يتميزن في إعداد وتحضير السوبيا في منازلهن، وهو ما كان يطلق عليه حينها في تلك الفترة "بالسوبيا البيتية"، والتي كانت تعد الألذ طعما والأغلى ثمنا، وكان الإقبال يتزايد في ذلك الوقت على "السوبيا البيتية" للسيدات ممن برعن حينها في إعدادها وتحضيرها بحرفية عالية، حتى بات يشار إليهن بالبنان". وعن طريقة صنع السوبيا أضاف "غالبا ما يستغرق إعداد السوبيا مراحل عديدة، لا يجيد معرفتها غير العارفين بها، وليس بمقدور المتطفلين على هذه المهنة العريقة إجادتها جيدا، فهي تبدأ في الأصل باختيار أجود أنواع الشعير، ومن ثم طبخه جيدا، وتبريده بعد أن يفحص جيدا من الشوائب، ليضاف له عقب ذلك كميات من حبات الهيل، وصولا إلى عرضه للبيع، وبصرف النظر عن اللون الذي يستهوي الزبائن والذي ينحصر عادة ما بين الأبيض والأحمر، إلا أنه يتحد من حيث التركيب والمادة". نكهات مختلفة وفي الطائف تنتشر المباسط على أرصفة الشوارع لعرض كثير من الأنواع المختلفة للسوبيا، ومنها سوبيا الزبيب والشعير والتمر الهندي، وقد يضيف لها أصحاب الخبرة والمهنة العديد من النكهات كالقرفة والهيل والصبغات الملونة. يقول شاكر النمري "أحد أصحاب المباسط التي تتخذ من أحد شوارع شهار" دأبنا وأخي على بيع السوبيا منذ 8 سنوات، خاصة في رمضان، وقبل آذان العصر نأتي للمكان، ونبدأ البيع بعد الصلاة مباشرة". وعن مصدر السوبيا قال "نذهب يوميا بعد صلاة المغرب لمكة المكرمة، ونشتري السوبيا من المحلات المعروفة والتي تتميز بالسمعة الحسنة، فالزبون دائما يبحث عن الشيء النظيف والصحي". وعن الأسعار قال شاكر "تحسب قيمة الكيس علينا حين شرائه من مكة بـ 4.5 ريال، ويتم بيعه بـ 7 ريالات، والمكسب قد يتعرض للخسارة لأنه أحيانا نأخذ 300 كيس، وقد يتعرض بعض الأكياس أثناء نقلها من مكة للطائف إلى التلف بسبب سوء النقل، وقد يسبب ذلك لنا الخسارة، ويتم حفظ السوبيا لدينا في ثلاجات خاصة، ويتم تبريدها لحين عرضها للبيع، والملاحظ أن السوبيا إذا لم يتم حفظها بالطرق الصحيحة قد تؤدي لضرر المستهلك. وبين النمري أن هناك العديد من الأنواع المشهورة للسوبيا، فهناك الزبيب والشعير والتمر الهندي، ولكن التمر الهندي يكون بحسب طلب الزبون، مؤكدا أن سوبيا الشعير والعيش هي الأفضل، وخاصة إذا كانت قليلة السكر، فهي تعطي الجسم فائدة ونشاطا، وقد يضاف للسوبيا العديد من النكهات المختلفة كالقرفة والهيل وتلون السوبيا بصبغات معدة من قبل متخصصين في هذا الشأن، وأغلب الصبغات اللون الأحمر. من جهتها قالت إختصاصية التغذية بمستشفى الأمين آلاء عبدالوهاب إن السوبيا مشروب له إيجابيات وسلبيات، فمن إيجابياته أنه كلما كان نسبة السكر فيه قليلة، كان له فائدة للجسم، وخاصة سوبيا الشعير، فهي عبارة عن مواد طبيعية ذات فائدة كبيرة لجسم الصائم خاصة، ولكن كلما كان هذا المشروب يحتوي على صبغات ملونة، فإنه يمثل خطرا يهدد صحة الإنسان، حيث إن الصبغات بشكل عام تؤثر على جسم الإنسان، وخاصة الصبغات المصنعة، مشيرة إلى أنه ينبغي أن يحافظ الناس بشكل عام على الغذاء المتوازن الذي لا يؤدي إلى الإضرار بصحتهم، وأن يحافظوا على الطريقة الصحيحة لتخزين هذا المشروب بالبرودة التي تناسبه، حتى لا تتخمر المواد الموجودة به، مما يسبب ضررا فادحا على صحة الجسم. |
والله انة احلى عصير ياحظكم ياهل مكة وبس
|
الساعة الآن 09:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات قبيلة المشاييخ