هوى الغربي
06-16-2010, 07:18 AM
فن اختراق العقل
... لحظةٌ من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري للدخول إلى العقل الباطني الذي يتمكن من الاندماج مع نُظُم الكون العليا التي تتحكم في تغيير الثوابت الكونية، فتجري الأمور وكأن "معجزات" تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت، فتحصل التغييرات في المادة!
ما هي الپاراسيكولوجيا parapsychology في ضوء السطور السابقة؟
إن الدخول إلى مجاهيل العقل البشري قد يبدو مغامرةً من ضروب الخيال. فالعقل شيء لم يُدرَك بعد. فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة لا نعرف ماهيتها الحقيقية؟ إن هذا بالضبط هو منهج السيكوفيزياء psychophysics: الدخول إلى نطاق اللامعلوم، والوقوف على أسباب مجهولةِ المنطق. ولكي نقرِّب الصورة أكثر، نقول إننا ألِفنا أن نفكر ب"منطقية" تبحث دائمًا عن "الأطُر" والحدود والتحديدات. وفيما يخص موضوع العقل البشري، فإننا نحاول أن نتصوره. ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ! إن هذا التصور إنما تأتَّى من الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية. لكن هل تلك الانطباعات كلها صحيح؟
لا نود مناقشة ذلك الآن، ونختصر القول بأن علينا أن نفكِّر في إطار علمي قابل للتجديد والتحديث. وهنا، في هذا الموضوع، نقول إن العقل البشري ينتمي إلى طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد. فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة يعني أزليته وسرمديَّته؛ وفي الوقت نفسه، قد يعني ذلك أننا أدركناه، وأنه في بساطة ما هو موجود وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية. فالعقل، في حدِّ ذاته، "حاسة خاصة"، كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا.[2]
إن العقل هو أداةُ إدراك الأشياء؛ ولغرض إدراكه هو وَجَبَتْ علينا الاستعانة بأداةٍ غير العقل نفسه. وهذا يتطلب محاولات حثيثة لل"تفكير" (مع التحفظ على هذه الكلمة) بطُرُقٍ غير عقلية (أو فوق عقلية) وغير تقليدية كي نكشف الحقيقة – طُرُقِ تفكير تُستوحى من نُظُم الفكر الباطني وتكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل.
إن هناك جانبًا من الطبيعة غير قابل للتحديد، لا كمًّا ولا نوعًا. نعرِّف بالعقل البشري، في ضوء ذلك، بأنه عبارة عن منظومة system موصولة بمنظومات كونية أوسع، غير قابلة للتحديد هي الأخرى، ساهمت، في بُعد معيَّن من أبعاد الزمكان space-time، في "خلق" منظومتنا الكونية المحسوسة بالحواس التقليدية. والدليل على ذلك هي القوى النفسية psychic powers التي تدرسها الپاراپسيكولوجيا والتي تشير في وضوح إلى خَرْقِ "المنطق" الفكري التقليدي المحدود. في عبارة أخرى، هناك جانب آخر من التفكير الواجب اعتماده لكي ندخل إلى فضاءات العقل البشري.
لا يوجد حاليًّا أي دليل علميٍّ ملموس يشير إلى وجود صلة بين العقل ونماذج الزمكان التي طرحها بعض منظِّري النظرية النسبية Relativity، اللهم إلا ظاهرة التنبؤ بأحداث المستقبل أو الماضي؛ وهو ما يشير إلى حدوث اختراق العقل لأبعاد الزمان والمكان. فبعض فلاسفة الفيزياء يرى بأن الكون له هيئة مختلفة عن الهيئة التي في تصورنا نحن، تُدعى نماذج "الكون المزكرش"[3]، وكأن الكون أحداث مخزونة في قرص مدمج CD ثلاثية الأبعاد.
إن أهم ميزة يجب أن يتحلَّى بها أي پاراپسيكولوجي حاذق هو تناسي منطق هذا العالم والتفكير بمنطقه الشخصي الخاص. ولا ننكر أن في الموضوع خطورة، وهو مدعاة للقلق، لأنه يحمل بين جنبيه شعارات الفوضى واللانظام. لكن من خلال التجارب التي لا تخفى على كلِّ المهتمين اهتمامًا علميًّا موضوعيًّا بهذا الجانب من العلوم، فإن تعليق عمل الفكر التقليدي للبشر (أي ما يُعرَف بالوعي بالظاهري) هو الذي يفتح الباب أمام قوى الپاراپسيكولوجيا كي تنشط في عالمنا المحسوس وتؤثر فيه.[4] من ناحية أخرى، فإن إغراق الأشخاص في التفكير والتخطيط للمستقبل ووضع جداول وخطط مكتوبة من شأنه أن يثبِّط ظهور الطاقة الداخلية، وفي نفس الوقت، قد يؤدي إلى الإخفاق والإحباط في الحياة العامة، لأنه قد يعتمد على الأوراق والأرقام ويلغي الحدس الباطني. ولعل د. علي الوردي (الرائد المعروف) يلمِّح إلى ذلك تلميحًا واضحًا في كتابه خوارق اللاشعور[5].
تابع الموضع
... لحظةٌ من لحظات ارتقاء العقل البشري الظاهري للدخول إلى العقل الباطني الذي يتمكن من الاندماج مع نُظُم الكون العليا التي تتحكم في تغيير الثوابت الكونية، فتجري الأمور وكأن "معجزات" تحصل بقيام الوعي الإنساني الطبيعي بتغيير قيم هذه الثوابت، فتحصل التغييرات في المادة!
ما هي الپاراسيكولوجيا parapsychology في ضوء السطور السابقة؟
إن الدخول إلى مجاهيل العقل البشري قد يبدو مغامرةً من ضروب الخيال. فالعقل شيء لم يُدرَك بعد. فكيف ندخل إلى فجوة أو مغارة لا نعرف ماهيتها الحقيقية؟ إن هذا بالضبط هو منهج السيكوفيزياء psychophysics: الدخول إلى نطاق اللامعلوم، والوقوف على أسباب مجهولةِ المنطق. ولكي نقرِّب الصورة أكثر، نقول إننا ألِفنا أن نفكر ب"منطقية" تبحث دائمًا عن "الأطُر" والحدود والتحديدات. وفيما يخص موضوع العقل البشري، فإننا نحاول أن نتصوره. ولعل أول صورة نتخيلها عنه هي صورة الدماغ! إن هذا التصور إنما تأتَّى من الانطباعات المستوحاة من حياتنا اليومية. لكن هل تلك الانطباعات كلها صحيح؟
لا نود مناقشة ذلك الآن، ونختصر القول بأن علينا أن نفكِّر في إطار علمي قابل للتجديد والتحديث. وهنا، في هذا الموضوع، نقول إن العقل البشري ينتمي إلى طبيعة ماهوية غير قابله للتحديد. فليس عدم إدراك العقل حتى اللحظة يعني أزليته وسرمديَّته؛ وفي الوقت نفسه، قد يعني ذلك أننا أدركناه، وأنه في بساطة ما هو موجود وغير قابل للإدراك بالحواس الاعتيادية. فالعقل، في حدِّ ذاته، "حاسة خاصة"، كما أشار إلى ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا.[2]
إن العقل هو أداةُ إدراك الأشياء؛ ولغرض إدراكه هو وَجَبَتْ علينا الاستعانة بأداةٍ غير العقل نفسه. وهذا يتطلب محاولات حثيثة لل"تفكير" (مع التحفظ على هذه الكلمة) بطُرُقٍ غير عقلية (أو فوق عقلية) وغير تقليدية كي نكشف الحقيقة – طُرُقِ تفكير تُستوحى من نُظُم الفكر الباطني وتكون لها القدرة والأهلية الكاملة في تقييم ماهية العقل.
إن هناك جانبًا من الطبيعة غير قابل للتحديد، لا كمًّا ولا نوعًا. نعرِّف بالعقل البشري، في ضوء ذلك، بأنه عبارة عن منظومة system موصولة بمنظومات كونية أوسع، غير قابلة للتحديد هي الأخرى، ساهمت، في بُعد معيَّن من أبعاد الزمكان space-time، في "خلق" منظومتنا الكونية المحسوسة بالحواس التقليدية. والدليل على ذلك هي القوى النفسية psychic powers التي تدرسها الپاراپسيكولوجيا والتي تشير في وضوح إلى خَرْقِ "المنطق" الفكري التقليدي المحدود. في عبارة أخرى، هناك جانب آخر من التفكير الواجب اعتماده لكي ندخل إلى فضاءات العقل البشري.
لا يوجد حاليًّا أي دليل علميٍّ ملموس يشير إلى وجود صلة بين العقل ونماذج الزمكان التي طرحها بعض منظِّري النظرية النسبية Relativity، اللهم إلا ظاهرة التنبؤ بأحداث المستقبل أو الماضي؛ وهو ما يشير إلى حدوث اختراق العقل لأبعاد الزمان والمكان. فبعض فلاسفة الفيزياء يرى بأن الكون له هيئة مختلفة عن الهيئة التي في تصورنا نحن، تُدعى نماذج "الكون المزكرش"[3]، وكأن الكون أحداث مخزونة في قرص مدمج CD ثلاثية الأبعاد.
إن أهم ميزة يجب أن يتحلَّى بها أي پاراپسيكولوجي حاذق هو تناسي منطق هذا العالم والتفكير بمنطقه الشخصي الخاص. ولا ننكر أن في الموضوع خطورة، وهو مدعاة للقلق، لأنه يحمل بين جنبيه شعارات الفوضى واللانظام. لكن من خلال التجارب التي لا تخفى على كلِّ المهتمين اهتمامًا علميًّا موضوعيًّا بهذا الجانب من العلوم، فإن تعليق عمل الفكر التقليدي للبشر (أي ما يُعرَف بالوعي بالظاهري) هو الذي يفتح الباب أمام قوى الپاراپسيكولوجيا كي تنشط في عالمنا المحسوس وتؤثر فيه.[4] من ناحية أخرى، فإن إغراق الأشخاص في التفكير والتخطيط للمستقبل ووضع جداول وخطط مكتوبة من شأنه أن يثبِّط ظهور الطاقة الداخلية، وفي نفس الوقت، قد يؤدي إلى الإخفاق والإحباط في الحياة العامة، لأنه قد يعتمد على الأوراق والأرقام ويلغي الحدس الباطني. ولعل د. علي الوردي (الرائد المعروف) يلمِّح إلى ذلك تلميحًا واضحًا في كتابه خوارق اللاشعور[5].
تابع الموضع