أبو حنشل
05-18-2010, 09:15 PM
وجهت مجموعة من المواطنات السعوديات رسالة فيها تذكير وتنبيه للأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز على اللقاء الذي نشر في جريدة المدينة ( الاثنين 26/5/1431هـ) والذي ذكرتِ فيه أشياء تخالف الدين والعرف ، وبخاصة عرف الأسرة المالكة؛ التي هي محل أنظار الناس .. فالتحرز – في ألفاظ أفرادهم – ينبغي أن يكون أشد وأدق ..وإليكم نص الخطاب الذي وصل إلى ـ شبكة نور الإسلام ـ :
نص الخطاب
رسالة إلى سمو الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز .. وفقها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
سمو الأميرة بسمة : نرجو أن تصلك هذه الكلمات وأنت بأتم صحة وعافية .. كما ندعو الله لك بالتوفيق والسداد للخير ، والثبات على دين الحق حتى الممات .
سمو الأميرة بسمة : لا يخفى عليك ما منّ به اللهُ الكريم على هذه البلاد التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا سبب الخيرات الوفيرة والأموال الطائلة التي تمتعنا بها عشرات السنين .
سمو الأميرة : قد آلمنا – والله – ما قرأناه في اللقاء المنشور في جريدة المدينة ( الاثنين 26/5/1431هـ) والذي ذكرتِ فيه أشياء تخالف الدين والعرف ، وبخاصة عرف الأسرة المالكة؛ التي هي محل أنظار الناس .. فالتحرز – في ألفاظ أفرادهم – ينبغي أن يكون أشد وأدق .
بل نكاد نجزم بأن الملك سعود -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - لو قرأ هذا الكلام؛ لما رضي بذلك ؛ لما فيه من مخالفات صريحة للدين لا يرضاها مسلم غيور . بل لما رضي – يقينا - بلقاء رجل أجنبي بابنته!! فكيف تخالفين مسيرة والدك الملك الراحل غفر الله له ؟!
وقد أحببنا توجيه نصح لكِ – ولعلك تتقبلينه منا - ، فالمؤمنون نصحة والمنافقون غششة . فاخترنا بعض العبارات التي وجدناها لا تليق بمسلمة من طبقة عادية، فضلا عن مسلمة ينبغي أن تحسب لكلامها ألف حساب .
وقد أثرتِ بعض النقاط – وهي غلط محض - فأحببنا أن نبينها تبيانا للحق وردا للباطل .. فنقول وبالله التوفيق :
مما هو معلوم في ديننا أن نسمع ونطيع لولاة الأمور ؛ ما أقاموا فينا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
فعلى الراعي : أن يقيم شريعة الله بالحق والعدل دون محاباة لأحد، وأن ينصح رعيته ، وأن يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي هي من علامات الإيمان وثمرات التمكين في الأرض .
كما أن على الرعية حسن السمع والطاعة وألا ينازعوا الولاة في ملكهم وإن أخذوا مالهم وضربوا ظهورهم ؛ ما لم يكن كفرا بواحا ، فيه من الله برهان .
وهذا ما قامت عليه الأمور وسارت منذ أيام الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله ، فمنذ تلك الأيام والراعي ( ولي الأمر ) يخصص له علماء – هم خواصه وجلساؤه – يستفتيهم ويسألهم ويستشيرهم ولا يخرج عن فتواهم ومشورتهم ، ومنهم: والدك سعود رحمه الله .
فقد كان مفتي الديار الشيخ العلامة / محمد بن إبراهيم آل الشيخ / يفتي للملك سعود ويشير عليه بالرأي بما فيه صلاح الراعي والرعية ضمن الأصول الشرعية والضوابط المرعية في ديننا الحنيف .
ولم يقل أحد قط: إن فتاوى المشائخ والعلماء الموثوقين في دينهم ونصحهم للدين والبلاد ؛ أنهم متشددون ، ويحجّرون على المرأة ، ويمارسون عليها ( الرق ) !. بل على العكس كانت ولازالت – المرأة – في بلادنا معززة مكرمة ، لها زوج أو أب أو أخ يصونها ويحمي عرضها ويؤمّن طلباتها وهي عزيزة مكرمة مخدومة من قبل الرجل . فأين ( الرق ) و ( التحجير ) في هذا؟ أم أن الكرامة والحرية لا تكون إلا بخروجها من البيت واتباعها لسنن الغرب حذو القذة بالقذة؟!! إن هذا لشيء عجاب.
وما ذكرتِه عن ملكة سبأ (بلقيس) فلا حجة فيه إذ أنها كانت كافرة حينما ملكتْ . وهل نسيتِ أن أعظم نقص كان فيها هو عبادتها لغير الله ! فأين العقل والحكمة في الشرك والكفر ؟ بل موقفها من ترك الحرب مع نبي الله سليمان عليه السلام حسنة مغمورة في بحر سيئات شركها وكفرها في ذاك الوقت.
وبعد إسلامها دخلت في طاعة سليمان وملْكِه ، ولم تعد هي الآمرة الناهية .
ثم إن ( بلقيس ) من الحالات النادرة ، والنادر لا حكم له ؛ فلا يجوز أن نحتج بامرأة كانت كافرة ونترك حديث النبي القاضي بعدم توليها مثل هذه المناصب .
فاستدلالك – ياسمو الأميرة – في غير موضعه ؛ لأننا نأخذ بالشرائع السابقة إذا لم تخالف شريعتنا، وأما هذه المسألة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) ، وهنا شريعتنا أبطلت الشريعة السابقة – في هذه المسألة - فلا يجوز العمل بها .
ثم إنه في الواقع هل تضمنين (امرأة) تتمتع بعقل راجح كـ (بلقيس) ؟!
فلا يصح احتجاجك بقصة تولي ( بلقيس ) ؛ لاشرعا ولا عقلا ولا واقعا !
وليس من العقل أن نغامر في مثل هذه المسائل العظام لنساء ناقصات عقل ودين – كما وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم – ثم ننتظر هل سيؤدين المطلوب أم لا ؟.. بل إن الاحتجاج بقصة بلقيس من نقصان العقل الملازم للنساء .
وما ذكرتِه من أن المتشددين ينادون ببقاء المرأة في بيتها ..
فنقول لك : اتقِ الله ، فهذا نص كلام الله الجبار ، كما في سورة الأحزاب : ( وقرْن في بيوتكن ) "الآية 33" .
وأما تغطية الوجه : فداخلة في قوله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) "الأحزاب : الآية 59".. من باب اللازم ، فهي تفيد السدْل من فوق إلى أسفل .
والمرأة عورة كلها كما ورد في ذلك الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة) .
وأما بقاء المرأة في مكان والرجل في مكان آخر :
فهذا هو الواجب؛ لأن دخول الرجال على النساء جاءت النصوص الصريحة الصحيحة بمنعه ..
فلا تسمعي لقول الأدعياء الجهّال ، الدخلاء على العلم ، فإنهم أوتوا من قبل شهوات أنفسهم . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : (ليس لكن أن تحققن الطريق ) .
والفقهاء على مر القرون – منذ العصور المفضلة إلى عصرنا هذا - يقولون بتحريم الاختلاط بين الجنسين بلا حاجة ، وهذا التحريم موجود في المذاهب الأربعة التي تذكرين أنك قرأتِها كلها !
ثم ما هذه الهزيمة النفسية التي نعيشها ؟ لم نحن نتبع الكفار فيما يقولون وينقدون من ديننا ؟!
ليتخذ الغرب أي نقطة يراها فينا ضعيفة ولينقدنا فيها ، فهذا لا يضرنا بإذن الله .. بل هو دليلٌ على أننا أصحاب حق وعقيدة ومبدأ .. حتى الغرب نفسه بدأ يرجع إلى فصْل البنين عن البنات؛ لما وجد من أضرار على الأسرة والمجتمع عموما ، والتحصيل العلمي خصوصا .
والعجيب أننا نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ونظن أن تقليدهم تقدم وحضارة . وها هي الدول مِن حولنا قلدوا الكفار في كثير من الأشياء ، ولم يتقدموا ! ومازالوا مصنفين من دول العالم الثالث "المتخلف"!! بل مازالت هذه الدول عالة على الغرب فيما يخدم شعوبهم وأمتهم .
سمو الأميرة : إن الغرب الكافر يطلب منا أن نترك ديننا ، كما قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) فهل نتركه لأنهم يريدون منا ذلك ؟! فنرجو منك التأمل في هذه النقطة .
وما ذكرتِه عن الإعلام ووزيره الخوجة ، فإنا نخبرك بأنا لسنا راضين عن الإعلام وسياسته ، بل نستنكر ما يجري فيه من محذورات عقدية وخلقية ، والتي يسير بها الوزير نحو التردي والهاوية .
وما نقوله لك - الآن - تقول به كل الغيورات في بلاد الحرمين والتوحيد ، اللاتي تربين على السمع والطاعة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح وأتباعهم المقتدين بهم من العلماء في عصرنا الحاضر .. لا بفهم أهل الشبهات والشهوات الذين يحكّمون عقولهم القاصرة ويضربون بنصوص القرآن والسنة وفهم العلماء عرضَ الحائط .
سمو الأميرة: اعلمي بأن ديننا نأخذه من نصوص الكتاب والسنة بفهم العلماء الثقات الأثبات الغيورين فقط . ولا يحل لأحد كائنا من كان أن يأمر بمعصية الله ؛ لأنه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) . واعلمي بأن " إلزام" الناس بتشريع يخالف دين الله – ولو كان تشريعا واحداً – شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ؛ جملة وتفصيلا .. عياذا بالله .
وما ذكرتِه من أنه لا توجد آية واحدة تمنع المرأة من تولي المناصب ؟
فنقول: وكأنك تجهلين أن التشريع يأتي من الله ، ومن رسوله ، وليس من الله وحده .
فما يشرّعه رسوله - ويقره الله عليه- ملزم للعباد ، وحكمه حكم التشريع القرآني .. كما قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى** إن هو إلا وحي يوحى ) .
وأنت تصلين الصلوات الخمس .. فهل وردت آية تقول بأن صلاة الصبح ركعتان ، والظهر أربع ، والعصر أربع ، والمغرب ثلاث ، والعشاء أربع ؟
وهل هناك آية تتحدث عن تفاصيل الزكاة ؟
وهل هناك آية تحرم الذهب والحرير على الرجال ؟
وهل هناك آية تقول بتحريم (النمص ) ؟
وهذه أمثلة قليلة لأحكام كثيرة ، استقل بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لم تأت في كتاب الله ، وأصبحت تشريعا إلى قيام الساعة لا يجوز إنكاره أو رده .
ثم إنك زعمت أن قرار المرأة في بيتها خاص بنساء النبي ؟!
وهذا إما تلبيس وإما جهل .. فاتق الله ، ولا تفتي بما لا تعرفي ، فإن هذا الكلام ستسألين عنه يوم القيامة، ودعي عنك أمر الفتيا لأهل العلم . وكما قيل: أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.
والعجيب أنك تنكرين على من يخرج في التلفاز ليفتي ، وأن المفتين أصبحوا كثرة ، ثم أنت تفتين –الآن- بما لا علم لك به ! وما هذا إلا اتباع للهوى .. نعوذ بالله من ذلك .
وما ذكرتِه عن قول النبي : ( علموا أولادكم ..) فهذا الحديث لا يصح من قول النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم إنه لا يصح الاحتجاج به على واقعنا المرير الذي يُخطط له المنافقون ، المتصلون بالسفارات؛ ليضربوا عقيدة المرأة وحجابها وعفافها .
ولعله لا يخفى عليك أن في شريعتنا الكاملة بابُ ( سدّ الذرائع! ) ويحتج به أرباب المذاهب الأربعة التي قرأتِ لهم !
سمو الأميرة : هذه بعض النقاط التي أحببنا أن نوضحها ؛ دفعا للوهم والمغالطة التي قد تحصل عند بعض من يقرأ كلامك هذا .
وإنا ننصحك – محبة لك وخوفا عليك – أن تتقي الله فيما تقولين وتكتبين ، فإنك مسؤولة عما تخطه يمينك . والله جل وعلا سيحصي عليك كل كلمة أو فعل أو حرف تكتبينه ؛ كما قال تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ..
كما نذكرك بالله العظيم الجبار أن تتقي الله في عقيدتنا ، وفي بناتنا وأعراضنا ، فلا تكوني فتنة لهنّ، فإن بعضهن قد يجدن نصيرا من الباطل ، فينحرفنَ عن دينهن وحشمتهن .
وإن كنت ترغبين بتطبيق ما تقولينه أو تكتبينه ، فاجعليه في خاصة نفسك ، ولا تصرحي به كي لا يكون فتنة للبعض .. فاتق الله .
نسأل الله أن يردك للحق ردا جميلا ، وأن يثبتنا وإياك على دينه حتى الممات ، وألا يجعلنا وإياك مفتونين بالباطل المزخرف بالقول .. وأن يحفظ عقيدتنا ونساءنا من كل سوء ومكروه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
وكتبه
أخواتك الناصحات المحبات لكِ /
د. ريم بنت صالح الراشد
منى بنت عبدالكريم العبد الكريم
منيرة بنت إبراهيم العبدالله
نص الخطاب
رسالة إلى سمو الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز .. وفقها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
سمو الأميرة بسمة : نرجو أن تصلك هذه الكلمات وأنت بأتم صحة وعافية .. كما ندعو الله لك بالتوفيق والسداد للخير ، والثبات على دين الحق حتى الممات .
سمو الأميرة بسمة : لا يخفى عليك ما منّ به اللهُ الكريم على هذه البلاد التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا سبب الخيرات الوفيرة والأموال الطائلة التي تمتعنا بها عشرات السنين .
سمو الأميرة : قد آلمنا – والله – ما قرأناه في اللقاء المنشور في جريدة المدينة ( الاثنين 26/5/1431هـ) والذي ذكرتِ فيه أشياء تخالف الدين والعرف ، وبخاصة عرف الأسرة المالكة؛ التي هي محل أنظار الناس .. فالتحرز – في ألفاظ أفرادهم – ينبغي أن يكون أشد وأدق .
بل نكاد نجزم بأن الملك سعود -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - لو قرأ هذا الكلام؛ لما رضي بذلك ؛ لما فيه من مخالفات صريحة للدين لا يرضاها مسلم غيور . بل لما رضي – يقينا - بلقاء رجل أجنبي بابنته!! فكيف تخالفين مسيرة والدك الملك الراحل غفر الله له ؟!
وقد أحببنا توجيه نصح لكِ – ولعلك تتقبلينه منا - ، فالمؤمنون نصحة والمنافقون غششة . فاخترنا بعض العبارات التي وجدناها لا تليق بمسلمة من طبقة عادية، فضلا عن مسلمة ينبغي أن تحسب لكلامها ألف حساب .
وقد أثرتِ بعض النقاط – وهي غلط محض - فأحببنا أن نبينها تبيانا للحق وردا للباطل .. فنقول وبالله التوفيق :
مما هو معلوم في ديننا أن نسمع ونطيع لولاة الأمور ؛ ما أقاموا فينا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
فعلى الراعي : أن يقيم شريعة الله بالحق والعدل دون محاباة لأحد، وأن ينصح رعيته ، وأن يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي هي من علامات الإيمان وثمرات التمكين في الأرض .
كما أن على الرعية حسن السمع والطاعة وألا ينازعوا الولاة في ملكهم وإن أخذوا مالهم وضربوا ظهورهم ؛ ما لم يكن كفرا بواحا ، فيه من الله برهان .
وهذا ما قامت عليه الأمور وسارت منذ أيام الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله ، فمنذ تلك الأيام والراعي ( ولي الأمر ) يخصص له علماء – هم خواصه وجلساؤه – يستفتيهم ويسألهم ويستشيرهم ولا يخرج عن فتواهم ومشورتهم ، ومنهم: والدك سعود رحمه الله .
فقد كان مفتي الديار الشيخ العلامة / محمد بن إبراهيم آل الشيخ / يفتي للملك سعود ويشير عليه بالرأي بما فيه صلاح الراعي والرعية ضمن الأصول الشرعية والضوابط المرعية في ديننا الحنيف .
ولم يقل أحد قط: إن فتاوى المشائخ والعلماء الموثوقين في دينهم ونصحهم للدين والبلاد ؛ أنهم متشددون ، ويحجّرون على المرأة ، ويمارسون عليها ( الرق ) !. بل على العكس كانت ولازالت – المرأة – في بلادنا معززة مكرمة ، لها زوج أو أب أو أخ يصونها ويحمي عرضها ويؤمّن طلباتها وهي عزيزة مكرمة مخدومة من قبل الرجل . فأين ( الرق ) و ( التحجير ) في هذا؟ أم أن الكرامة والحرية لا تكون إلا بخروجها من البيت واتباعها لسنن الغرب حذو القذة بالقذة؟!! إن هذا لشيء عجاب.
وما ذكرتِه عن ملكة سبأ (بلقيس) فلا حجة فيه إذ أنها كانت كافرة حينما ملكتْ . وهل نسيتِ أن أعظم نقص كان فيها هو عبادتها لغير الله ! فأين العقل والحكمة في الشرك والكفر ؟ بل موقفها من ترك الحرب مع نبي الله سليمان عليه السلام حسنة مغمورة في بحر سيئات شركها وكفرها في ذاك الوقت.
وبعد إسلامها دخلت في طاعة سليمان وملْكِه ، ولم تعد هي الآمرة الناهية .
ثم إن ( بلقيس ) من الحالات النادرة ، والنادر لا حكم له ؛ فلا يجوز أن نحتج بامرأة كانت كافرة ونترك حديث النبي القاضي بعدم توليها مثل هذه المناصب .
فاستدلالك – ياسمو الأميرة – في غير موضعه ؛ لأننا نأخذ بالشرائع السابقة إذا لم تخالف شريعتنا، وأما هذه المسألة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) ، وهنا شريعتنا أبطلت الشريعة السابقة – في هذه المسألة - فلا يجوز العمل بها .
ثم إنه في الواقع هل تضمنين (امرأة) تتمتع بعقل راجح كـ (بلقيس) ؟!
فلا يصح احتجاجك بقصة تولي ( بلقيس ) ؛ لاشرعا ولا عقلا ولا واقعا !
وليس من العقل أن نغامر في مثل هذه المسائل العظام لنساء ناقصات عقل ودين – كما وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم – ثم ننتظر هل سيؤدين المطلوب أم لا ؟.. بل إن الاحتجاج بقصة بلقيس من نقصان العقل الملازم للنساء .
وما ذكرتِه من أن المتشددين ينادون ببقاء المرأة في بيتها ..
فنقول لك : اتقِ الله ، فهذا نص كلام الله الجبار ، كما في سورة الأحزاب : ( وقرْن في بيوتكن ) "الآية 33" .
وأما تغطية الوجه : فداخلة في قوله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) "الأحزاب : الآية 59".. من باب اللازم ، فهي تفيد السدْل من فوق إلى أسفل .
والمرأة عورة كلها كما ورد في ذلك الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة) .
وأما بقاء المرأة في مكان والرجل في مكان آخر :
فهذا هو الواجب؛ لأن دخول الرجال على النساء جاءت النصوص الصريحة الصحيحة بمنعه ..
فلا تسمعي لقول الأدعياء الجهّال ، الدخلاء على العلم ، فإنهم أوتوا من قبل شهوات أنفسهم . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : (ليس لكن أن تحققن الطريق ) .
والفقهاء على مر القرون – منذ العصور المفضلة إلى عصرنا هذا - يقولون بتحريم الاختلاط بين الجنسين بلا حاجة ، وهذا التحريم موجود في المذاهب الأربعة التي تذكرين أنك قرأتِها كلها !
ثم ما هذه الهزيمة النفسية التي نعيشها ؟ لم نحن نتبع الكفار فيما يقولون وينقدون من ديننا ؟!
ليتخذ الغرب أي نقطة يراها فينا ضعيفة ولينقدنا فيها ، فهذا لا يضرنا بإذن الله .. بل هو دليلٌ على أننا أصحاب حق وعقيدة ومبدأ .. حتى الغرب نفسه بدأ يرجع إلى فصْل البنين عن البنات؛ لما وجد من أضرار على الأسرة والمجتمع عموما ، والتحصيل العلمي خصوصا .
والعجيب أننا نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ونظن أن تقليدهم تقدم وحضارة . وها هي الدول مِن حولنا قلدوا الكفار في كثير من الأشياء ، ولم يتقدموا ! ومازالوا مصنفين من دول العالم الثالث "المتخلف"!! بل مازالت هذه الدول عالة على الغرب فيما يخدم شعوبهم وأمتهم .
سمو الأميرة : إن الغرب الكافر يطلب منا أن نترك ديننا ، كما قال تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) فهل نتركه لأنهم يريدون منا ذلك ؟! فنرجو منك التأمل في هذه النقطة .
وما ذكرتِه عن الإعلام ووزيره الخوجة ، فإنا نخبرك بأنا لسنا راضين عن الإعلام وسياسته ، بل نستنكر ما يجري فيه من محذورات عقدية وخلقية ، والتي يسير بها الوزير نحو التردي والهاوية .
وما نقوله لك - الآن - تقول به كل الغيورات في بلاد الحرمين والتوحيد ، اللاتي تربين على السمع والطاعة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح وأتباعهم المقتدين بهم من العلماء في عصرنا الحاضر .. لا بفهم أهل الشبهات والشهوات الذين يحكّمون عقولهم القاصرة ويضربون بنصوص القرآن والسنة وفهم العلماء عرضَ الحائط .
سمو الأميرة: اعلمي بأن ديننا نأخذه من نصوص الكتاب والسنة بفهم العلماء الثقات الأثبات الغيورين فقط . ولا يحل لأحد كائنا من كان أن يأمر بمعصية الله ؛ لأنه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) . واعلمي بأن " إلزام" الناس بتشريع يخالف دين الله – ولو كان تشريعا واحداً – شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ؛ جملة وتفصيلا .. عياذا بالله .
وما ذكرتِه من أنه لا توجد آية واحدة تمنع المرأة من تولي المناصب ؟
فنقول: وكأنك تجهلين أن التشريع يأتي من الله ، ومن رسوله ، وليس من الله وحده .
فما يشرّعه رسوله - ويقره الله عليه- ملزم للعباد ، وحكمه حكم التشريع القرآني .. كما قال تعالى : (وما ينطق عن الهوى** إن هو إلا وحي يوحى ) .
وأنت تصلين الصلوات الخمس .. فهل وردت آية تقول بأن صلاة الصبح ركعتان ، والظهر أربع ، والعصر أربع ، والمغرب ثلاث ، والعشاء أربع ؟
وهل هناك آية تتحدث عن تفاصيل الزكاة ؟
وهل هناك آية تحرم الذهب والحرير على الرجال ؟
وهل هناك آية تقول بتحريم (النمص ) ؟
وهذه أمثلة قليلة لأحكام كثيرة ، استقل بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لم تأت في كتاب الله ، وأصبحت تشريعا إلى قيام الساعة لا يجوز إنكاره أو رده .
ثم إنك زعمت أن قرار المرأة في بيتها خاص بنساء النبي ؟!
وهذا إما تلبيس وإما جهل .. فاتق الله ، ولا تفتي بما لا تعرفي ، فإن هذا الكلام ستسألين عنه يوم القيامة، ودعي عنك أمر الفتيا لأهل العلم . وكما قيل: أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.
والعجيب أنك تنكرين على من يخرج في التلفاز ليفتي ، وأن المفتين أصبحوا كثرة ، ثم أنت تفتين –الآن- بما لا علم لك به ! وما هذا إلا اتباع للهوى .. نعوذ بالله من ذلك .
وما ذكرتِه عن قول النبي : ( علموا أولادكم ..) فهذا الحديث لا يصح من قول النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم إنه لا يصح الاحتجاج به على واقعنا المرير الذي يُخطط له المنافقون ، المتصلون بالسفارات؛ ليضربوا عقيدة المرأة وحجابها وعفافها .
ولعله لا يخفى عليك أن في شريعتنا الكاملة بابُ ( سدّ الذرائع! ) ويحتج به أرباب المذاهب الأربعة التي قرأتِ لهم !
سمو الأميرة : هذه بعض النقاط التي أحببنا أن نوضحها ؛ دفعا للوهم والمغالطة التي قد تحصل عند بعض من يقرأ كلامك هذا .
وإنا ننصحك – محبة لك وخوفا عليك – أن تتقي الله فيما تقولين وتكتبين ، فإنك مسؤولة عما تخطه يمينك . والله جل وعلا سيحصي عليك كل كلمة أو فعل أو حرف تكتبينه ؛ كما قال تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ..
كما نذكرك بالله العظيم الجبار أن تتقي الله في عقيدتنا ، وفي بناتنا وأعراضنا ، فلا تكوني فتنة لهنّ، فإن بعضهن قد يجدن نصيرا من الباطل ، فينحرفنَ عن دينهن وحشمتهن .
وإن كنت ترغبين بتطبيق ما تقولينه أو تكتبينه ، فاجعليه في خاصة نفسك ، ولا تصرحي به كي لا يكون فتنة للبعض .. فاتق الله .
نسأل الله أن يردك للحق ردا جميلا ، وأن يثبتنا وإياك على دينه حتى الممات ، وألا يجعلنا وإياك مفتونين بالباطل المزخرف بالقول .. وأن يحفظ عقيدتنا ونساءنا من كل سوء ومكروه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
وكتبه
أخواتك الناصحات المحبات لكِ /
د. ريم بنت صالح الراشد
منى بنت عبدالكريم العبد الكريم
منيرة بنت إبراهيم العبدالله