نسمـــات
11-30-2009, 05:38 PM
قال سبحانه :
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي
أتهلكنا بما فعل السفهاء منا
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة
إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء
فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون
ويقول :
وما أصابكم من مصيبة فبما ( كسبت أيديكم ) ويعفو عن كثير
يقول :
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
ويقول :
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة
ويقول :
فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل
منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد
وأما القطع أن كل فتنة تصيب العباد انها عقوبة من الله فهذا لا يقول به أحد من الأصل
وإن كان الأصل أن مثل هذه الفتن نوع من العذاب
مثل أن يضرب الإنسان في سبيل فقد عذب في سيبله وفتن بذلك
فتنة يميز الله بين الصابرين والصادقين وغيرهم
ويكون ذلك للإنسان كفارة أو رفعة في درجاته
فالجزم بنفي العذاب مطلقاً بما يصيب العباد لا يجوز
لأنه من علم الغيب ولأنه تكذيب لقول الله ورسوله وكفر بالشريعة
والجزم بأن كل مصيبة وعذاب وقع على العباد أنه عقوبة على كل من وقع عليهم لا يصح كذلك
فهناك من يكون شمله العذاب وهناك من يكون مقصوداً بالعذاب
وقال سبحانه:
فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم
قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم
فمسى الله الريح بالعذاب الأليم
وما يحدث في الأرض من هذه الآيات
كما حدث في مدينة جدة هو عذاب من جهة كونه عذاباً
وفرق بين من قُُصد بالعذاب ومن شملهم العذاب
فمن شملهم العذاب فهو ابتلاء ابتلاهم الله به
وقد ورد في الأحاديث أن الغريق شهيد
فقد شمله العذاب وعذب بالغرق
ولا يعني أن ذلك الجزم أنه عقوبة بسبب فساده
بل يعد شهيداً دون تعيين لأعيان الغرقى بالشهادة
وفي الحديث :
أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
فهذا حتى في الصالحين
فكيف بغيرهم ؟
وقد فرق الله بين الأمم المصلحة وغيرها
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
والمصلح غير الصالح فقد يكون صالحاً إلا أنه لا يصلح
والصالح إذا لم يُصلح ربما كان اقرب للعذاب
ففي الحديث عندما نزل العذاب على قوم قالت الملائكة
أن فيهم عبدك فلاناً
فقال الله به فابدأوا فإنه وجهه لم يتعمر غضباً لمحارمي
وحتى المؤمن إذا نزل به البلاء
فإنه يصبر ويحتسب
فينقلب ما نزل به من الشر إلى خير وأجر وكفارة
وكذلك الرحمة ..
قد تشمل اناس في أصلهم لا يضاهون المقصودين بالرحمة
كمن حضر مجلساً يذكر فيه الله لا يبتغي ذات المجلس
فمن رحمة الله كتابة أجر حضوره
ومثل الرجل الذي قتل مائة نفس
وقصد بلاد أهلها صالحون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ومات بينهما فلما قرب بنيته وقصده لله قُرّب إلى قرية المصلحين فشملته الرحمة
وأما احتجاج الملبسين بالشاليهات التي يحدث فيها فجور
فهي من الأمن بمكر الله
فكيف يحتجون بشيء لقياس فاسد
ثم إن العذاب قد يؤجل
ولا يعلم بحال كل الذين في الشاليهات وما نزل بهم
ولا يشترط أن يكون العذاب بالريح و المطر على كل الأحوال فقد يعذبون بغير ذلك
ولا يعلمون إن عُذب أحد من هؤلاء أو لم يعذب أو من سَيُعذّب
حتى يجزمون (بعدم ) عذاب الله لهم ويحتجون بهم
وقد يعذبون جماعات أو افراداً
وقد يؤجل العذاب في الآخرة
إنما تكون هذه الآيات عبرة وعظة للناس
وقد كان النبي يعظ اصحابه في الكسوف والخسوف والريح وغير ذلك
ويذكرهم بالتوبة والإستغفار والتضرع لله
وقد خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس صلاة طويلة
ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته
فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا
ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته
يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
وفي الحديث :
بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف
وفي البخاري :
ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف
ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا
فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة
فكم وكم من المعاصي في جدة ظهرت في علانية دون نكير !
وقَلَّ الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
بل اريد لهم أن يقلوا !
والأسواق امتلأت بالمعاصي
ووالله أني لا استطيع أن ادخل بعضها مما فيه من المخازي وقلة المروءة
و ظهرت الأغاني والرقص في الأسواق والمجمعات محفوفاً برعاية رسمية !
بينما منع أهل الخير من اقامة المخيمات الدعوية
وهذه الشاليهات وما في بعضها من الفسق العلني والإختلاط القبيح
وزادت الجرأة على المحرمات والمعاكسات
ولا أنكر أن مقابل هذا المنكر خير كثير كما معروف لأهل جدة
فالأكثرية من النساء ولله الحمد ملتزمات بحجابهن الشرعي
وما يرى في الأسواق فهو من الخراجات الولاجات
بينما الصالحات وهن الأكثرية لا يخرجن إلا للحاجة
فليس الأمر كما يتصور بعض من خارج جدة
بسبب ما يرونه في اماكن يظهر فيها الفساد
سود الله وجه من يقف خلفها وينصرها ومن لا ينكرها
وكم في جدة من دور للتحفيظ
للصغار والكبار والرجال والنساء
وأهل جدة فيهم حب للدين وأهله
فهم يتلهفون لحضور المحاضرات والدروس و العلوم الشرعية
ويشهد ذلك الأعداد الكبيرة في حضور مجالس الذكر
وفيهم قبول عجيب للنصيحة والموعظة
حتى ممن يظهر عليهم مظاهر الفسق
لكن للأسف ظهر المنكر علانية !
وحوربت الشريعة لأجل شهوات اقوام ضلوا السبيل
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
وقد ظهر في جدة أثر المترفين
والله سبحانه يقول :
وإذا اردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها
بل أثر المتفرفين لم يقف على جدة
فما هي من الظالمين ببعيد
وما نريهم من آية إلا هي اكبر من اختها واخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون
فبدأ العذاب بعد أن كنا آمنين مطمئنين والله أعلم بأمور دقيقة
كانت كبعوض ، امراض ، زلزال ، ثم حروب ، ثم فيضان ولا نعلم ما يكون غداً
وكثرت الفتن والمحن
فنسأل الله أن يتغمدنا برحمته
وقال سبحانه :
ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون
والمخالفون في ذلك من فهم كلام الإخوة خطأ فهذا يعلم وينصح بالرفق واللين
ومن المخالفين من لا يريد ذلك كراهة التوبة و ذكر الموت فهذا يوعظ
ومنهم من لا يريد الحق للناس ولا يريد هدايتهم وتذكيرهم بالموت والآخرة
فهذا يزجر وينكر عليه
فهذا مثله كمثل ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون
ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون
فلا نكابر ..
ونحن قد قلّ منا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
ولا بد أن نقول الحق قبل أن تحرف الحقائق
ولا ننظر لكون فلان سيغضب منا أو فلان
وقد يكثر المتصيدون في هذا الوقت
لكن بيان الشريعة أولى من مراعاة نظرة الناس واقوالهم
فمن الناس من لا يريد أن يفهم لأنه لا يريد التذكرة والموعظة
ومن الناس من قد يفهم خطأ فهذا هو المؤمل أن يعرف الحق في المسألة
وعند معرفته بالحق فسيعمل بأثر ذلك الحق
وهو أن يتعظ في نفسه وأن يعظ غيره ويذكّر بالله
ويقيم الشريعة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
وهذا ما لا يريده السفهاء واتباعهم
ولم نعمم على أهل جدة
بل أنا من أهل جدة
وذكرت الفرق بين من قُصد بالعذاب ومن شملهم العذاب
فمن شمله العذاب يختلف عمن قُصد بالعذاب
فلا يلزم من ذلك أن يكون من المجرمين
وكلنا ليس بمأمن من عذاب الله
والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت عائشة
يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر
وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية
فقال يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذّب قوم بالريح
وقد رأى قوم العذاب فقالوا : هذا عارض ممطرنا
فليس في ذلك شماته كما يصور السفهاء
وكل مسلم متأثر بما حدث
ولا يعني القول أن ما نزل هو عذاب من كل وجه
أو عذاب قُصد الله به كل أحد لفسقه وجرمه
ففرق بين وصف الشيء بالعذاب وبين وصف الناس انهم مستحقون للعذاب
فاعيان الناس منهم المقصود بالعذاب
ومنهم من شمله ذلك لحكم ربانية كثيرة
علمنا منها ما علّمنا الله ورسوله وجهلنا ما جهلنا
فمما نعلم أن في ذلك الموعظة وتحذير الناس والتضرع لله
واقامة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر وترابط اللحمة
والإنابة لله والعودة إليه
وقد يكون فيها اصلاح لأحوال فسدت واضرت كثير من الناس لا يعلمها إلا الله
وفي الختام لا أقول إلا كما قال موسى عليه السلام :
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
فاللهم لا تفتنا ولا تضلنا واهدنا
وارحم امواتنا برحمتك واغفر لهم وتقبلهم في الشهداء
يا ارحم الراحمين
آمين آمين آمين
منقوووول
أسأل الله ان يرحمنا ويتجاوز عنا
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي
أتهلكنا بما فعل السفهاء منا
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة
إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء
فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون
ويقول :
وما أصابكم من مصيبة فبما ( كسبت أيديكم ) ويعفو عن كثير
يقول :
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
ويقول :
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة
ويقول :
فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل
منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد
وأما القطع أن كل فتنة تصيب العباد انها عقوبة من الله فهذا لا يقول به أحد من الأصل
وإن كان الأصل أن مثل هذه الفتن نوع من العذاب
مثل أن يضرب الإنسان في سبيل فقد عذب في سيبله وفتن بذلك
فتنة يميز الله بين الصابرين والصادقين وغيرهم
ويكون ذلك للإنسان كفارة أو رفعة في درجاته
فالجزم بنفي العذاب مطلقاً بما يصيب العباد لا يجوز
لأنه من علم الغيب ولأنه تكذيب لقول الله ورسوله وكفر بالشريعة
والجزم بأن كل مصيبة وعذاب وقع على العباد أنه عقوبة على كل من وقع عليهم لا يصح كذلك
فهناك من يكون شمله العذاب وهناك من يكون مقصوداً بالعذاب
وقال سبحانه:
فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم
قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم
فمسى الله الريح بالعذاب الأليم
وما يحدث في الأرض من هذه الآيات
كما حدث في مدينة جدة هو عذاب من جهة كونه عذاباً
وفرق بين من قُُصد بالعذاب ومن شملهم العذاب
فمن شملهم العذاب فهو ابتلاء ابتلاهم الله به
وقد ورد في الأحاديث أن الغريق شهيد
فقد شمله العذاب وعذب بالغرق
ولا يعني أن ذلك الجزم أنه عقوبة بسبب فساده
بل يعد شهيداً دون تعيين لأعيان الغرقى بالشهادة
وفي الحديث :
أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
فهذا حتى في الصالحين
فكيف بغيرهم ؟
وقد فرق الله بين الأمم المصلحة وغيرها
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
والمصلح غير الصالح فقد يكون صالحاً إلا أنه لا يصلح
والصالح إذا لم يُصلح ربما كان اقرب للعذاب
ففي الحديث عندما نزل العذاب على قوم قالت الملائكة
أن فيهم عبدك فلاناً
فقال الله به فابدأوا فإنه وجهه لم يتعمر غضباً لمحارمي
وحتى المؤمن إذا نزل به البلاء
فإنه يصبر ويحتسب
فينقلب ما نزل به من الشر إلى خير وأجر وكفارة
وكذلك الرحمة ..
قد تشمل اناس في أصلهم لا يضاهون المقصودين بالرحمة
كمن حضر مجلساً يذكر فيه الله لا يبتغي ذات المجلس
فمن رحمة الله كتابة أجر حضوره
ومثل الرجل الذي قتل مائة نفس
وقصد بلاد أهلها صالحون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ومات بينهما فلما قرب بنيته وقصده لله قُرّب إلى قرية المصلحين فشملته الرحمة
وأما احتجاج الملبسين بالشاليهات التي يحدث فيها فجور
فهي من الأمن بمكر الله
فكيف يحتجون بشيء لقياس فاسد
ثم إن العذاب قد يؤجل
ولا يعلم بحال كل الذين في الشاليهات وما نزل بهم
ولا يشترط أن يكون العذاب بالريح و المطر على كل الأحوال فقد يعذبون بغير ذلك
ولا يعلمون إن عُذب أحد من هؤلاء أو لم يعذب أو من سَيُعذّب
حتى يجزمون (بعدم ) عذاب الله لهم ويحتجون بهم
وقد يعذبون جماعات أو افراداً
وقد يؤجل العذاب في الآخرة
إنما تكون هذه الآيات عبرة وعظة للناس
وقد كان النبي يعظ اصحابه في الكسوف والخسوف والريح وغير ذلك
ويذكرهم بالتوبة والإستغفار والتضرع لله
وقد خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس صلاة طويلة
ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته
فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا
ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته
يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
وفي الحديث :
بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف
وفي البخاري :
ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف
ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا
فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة
فكم وكم من المعاصي في جدة ظهرت في علانية دون نكير !
وقَلَّ الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
بل اريد لهم أن يقلوا !
والأسواق امتلأت بالمعاصي
ووالله أني لا استطيع أن ادخل بعضها مما فيه من المخازي وقلة المروءة
و ظهرت الأغاني والرقص في الأسواق والمجمعات محفوفاً برعاية رسمية !
بينما منع أهل الخير من اقامة المخيمات الدعوية
وهذه الشاليهات وما في بعضها من الفسق العلني والإختلاط القبيح
وزادت الجرأة على المحرمات والمعاكسات
ولا أنكر أن مقابل هذا المنكر خير كثير كما معروف لأهل جدة
فالأكثرية من النساء ولله الحمد ملتزمات بحجابهن الشرعي
وما يرى في الأسواق فهو من الخراجات الولاجات
بينما الصالحات وهن الأكثرية لا يخرجن إلا للحاجة
فليس الأمر كما يتصور بعض من خارج جدة
بسبب ما يرونه في اماكن يظهر فيها الفساد
سود الله وجه من يقف خلفها وينصرها ومن لا ينكرها
وكم في جدة من دور للتحفيظ
للصغار والكبار والرجال والنساء
وأهل جدة فيهم حب للدين وأهله
فهم يتلهفون لحضور المحاضرات والدروس و العلوم الشرعية
ويشهد ذلك الأعداد الكبيرة في حضور مجالس الذكر
وفيهم قبول عجيب للنصيحة والموعظة
حتى ممن يظهر عليهم مظاهر الفسق
لكن للأسف ظهر المنكر علانية !
وحوربت الشريعة لأجل شهوات اقوام ضلوا السبيل
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
وقد ظهر في جدة أثر المترفين
والله سبحانه يقول :
وإذا اردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها
بل أثر المتفرفين لم يقف على جدة
فما هي من الظالمين ببعيد
وما نريهم من آية إلا هي اكبر من اختها واخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون
فبدأ العذاب بعد أن كنا آمنين مطمئنين والله أعلم بأمور دقيقة
كانت كبعوض ، امراض ، زلزال ، ثم حروب ، ثم فيضان ولا نعلم ما يكون غداً
وكثرت الفتن والمحن
فنسأل الله أن يتغمدنا برحمته
وقال سبحانه :
ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون
والمخالفون في ذلك من فهم كلام الإخوة خطأ فهذا يعلم وينصح بالرفق واللين
ومن المخالفين من لا يريد ذلك كراهة التوبة و ذكر الموت فهذا يوعظ
ومنهم من لا يريد الحق للناس ولا يريد هدايتهم وتذكيرهم بالموت والآخرة
فهذا يزجر وينكر عليه
فهذا مثله كمثل ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون
ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون
فلا نكابر ..
ونحن قد قلّ منا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
ولا بد أن نقول الحق قبل أن تحرف الحقائق
ولا ننظر لكون فلان سيغضب منا أو فلان
وقد يكثر المتصيدون في هذا الوقت
لكن بيان الشريعة أولى من مراعاة نظرة الناس واقوالهم
فمن الناس من لا يريد أن يفهم لأنه لا يريد التذكرة والموعظة
ومن الناس من قد يفهم خطأ فهذا هو المؤمل أن يعرف الحق في المسألة
وعند معرفته بالحق فسيعمل بأثر ذلك الحق
وهو أن يتعظ في نفسه وأن يعظ غيره ويذكّر بالله
ويقيم الشريعة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
وهذا ما لا يريده السفهاء واتباعهم
ولم نعمم على أهل جدة
بل أنا من أهل جدة
وذكرت الفرق بين من قُصد بالعذاب ومن شملهم العذاب
فمن شمله العذاب يختلف عمن قُصد بالعذاب
فلا يلزم من ذلك أن يكون من المجرمين
وكلنا ليس بمأمن من عذاب الله
والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت عائشة
يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر
وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية
فقال يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذّب قوم بالريح
وقد رأى قوم العذاب فقالوا : هذا عارض ممطرنا
فليس في ذلك شماته كما يصور السفهاء
وكل مسلم متأثر بما حدث
ولا يعني القول أن ما نزل هو عذاب من كل وجه
أو عذاب قُصد الله به كل أحد لفسقه وجرمه
ففرق بين وصف الشيء بالعذاب وبين وصف الناس انهم مستحقون للعذاب
فاعيان الناس منهم المقصود بالعذاب
ومنهم من شمله ذلك لحكم ربانية كثيرة
علمنا منها ما علّمنا الله ورسوله وجهلنا ما جهلنا
فمما نعلم أن في ذلك الموعظة وتحذير الناس والتضرع لله
واقامة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر وترابط اللحمة
والإنابة لله والعودة إليه
وقد يكون فيها اصلاح لأحوال فسدت واضرت كثير من الناس لا يعلمها إلا الله
وفي الختام لا أقول إلا كما قال موسى عليه السلام :
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
فاللهم لا تفتنا ولا تضلنا واهدنا
وارحم امواتنا برحمتك واغفر لهم وتقبلهم في الشهداء
يا ارحم الراحمين
آمين آمين آمين
منقوووول
أسأل الله ان يرحمنا ويتجاوز عنا