البردي
06-17-2008, 12:52 AM
في خظم الفن الشعري القوي والأدب الأموي الغزلي العذري نجد المعاني المتدفقة والنفوس المكلومة و وقلوبٌ ما زادها الزمان إلا هماً وضنى
حتى يكاد الشاعر أن يدعوا على نفسه بالموت و وصال محبوبته وقد فعلهاقرأت نبع من بحر قصائد قيس بن الملوح في ليلى وأحببت أن أطلعكم على هذا الرقي المعنوي والأدب اللفظي الذي غاب عن آدآب العصر الحالي فإليكم مقطوعات من هذه القصائد التي يقول فيها:
طبيبان لو داويتمانى أجرتــــــمـا فما لكما تستغنيان عن الأجـــــــر
فقالا :مالك الــــــيوم حيلــــــــــة فمت كمدا أو عز نفسك بالصبـــر
وقالا :دواء الحب غـــــال وداؤه رخيص ولا ينبيك شى كمن يدري
فما برحا حتى كتبت وصيتـــــــى ونشرت أكفانى وقلت احفرا قبري
فما خير عشق ليس يقتل أهلـــه كما قتل العاشق في سلف الدهــر
ألا حبذا البيض الأوانس كالدمى وإن كن يسكرن الفتى أيما ســكر
*************
فمن مبلغ عني الحبيب رسالة ... بأن فؤادي دائم الخفقان
وأني ممنوع من النوم مدنف ... وعيناي من وجد الأسى تَكِفانِِ
***
أحبكِ يا ليلى محبَّة عاشقٍ...عليه جميع المصعباتِ تهونُ
أحبكِ حباً لو تحبين مثلَهُ...أصابكِ من وجدٍ عليَّ جنونُ
لا فارحمي صبّاً كئيباً معذباً...حريق الحشا مضنى الفؤاد حزينُ
قتيلٌ من الأشواقِ أمَّا نهارهُ...فباكٍ وأمَّا ليلهُ فأنينُ
له عبرةٌ تهمي ونيران قلبهِ...وأجفانهِ - تذري الدموع - عيونُ
***
وإني لأستغشي وما بيَ نعسةٌ...لعل لقاها في المنام يكونُ
تخبّرني الأحلام أني أراكمُ...فيا ليت أحلامَ المنامِ يقينُ
شهدت بأني لم أخنكِ مودةً...وأني بكم حتى المماتِ ضنينُ
***
أموتُ إذا شطَّت وأحيا إذا دنت...وتبعث أحزاني الصَّبَا ونسيمها
فمن أجلِ ليلى تولعُ العين بالبكا...وتأوي إلى النفس كثيرٍ همومها
***
إلى الله أشكو حبَّ ليلى كما شكا...إلى الله فقدَ الوالدينِ يتيمُ
يتيمٌ جفاه الأقربون فعظمهُ...كسيرٌ وفقد الوالدينِ عظيمُ
***
فلا تقتليني بالصدودِ وبالقِلَى...ومثلكِ يا ليلى يرقُّ ويرحمُ
فواللهِ إني فيكِ عانٍ وعاشقٌ...أذوبُ غراماً فيكِ والحبَّ أكتمُ
مخافةَ واشٍ أو رقيبٍ وحاسدٍ...يحدِّث ما لا كانتِ الناسُ تعلمُ
***
لقد هتفتْ في جنحِ ليلٍ حمامةٌ...على فننِ وهناً وإني لنائمُ
فقلت اعتذراً عند ذاك وإنني...لنفسيَ فيما قد أتيتُ للائمُ
أأزعم أني عاشقٌ ذو صبابةٍ...بليلى ولا أبكي وتبكي البهائمُ
كذبتُ وبيتِ اللهِ لو كنتُ عاشقاً...لَمَا سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ
***
أقول لِمُفتٍ ذات يوم لقيتهُ...بمكةَ والأنضاءُ ملقىً رحالها
بربكَ أخبرني ألم تأثم التي..أضرَّ بجسمي من زمانٍ خيالها
فقال بلى واللهِ سوفَ يمسها...عذابٌ , وبلوى في الحياة تنالها
فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ...سريعٍ إلى جيبِ القميص انهمالها:
عفا الله عنها ذنبها وأقالها...وإن كان في الدنيا قليلاً نوالها
***
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِِعَتْ...أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسانِِ ما مُنِعا
***
إذا طلعتْ شمس النهارِ فسلِّمي...فآيةُ تسليمي عليكِ طلوعها
بعشرِ تحياتٍ إذا الشمس أشرقتُ...وعشرٍ إذا اصفَرَّت وحان وقوعها
***
وكيف أسلِّي النفسَ عنها وحبها...يؤرقني والعاذلون هواجعُ
وقلبي كئيب في هواها...وإنني لفي وصلِ ليلى ما حييتُ لطامعُ
***
رضيتُ بقتلي في هواها لأنني..أرى حبها حَتماً وطاعتها فرضا
إذا ذُكِرتْ ليلى أهيمُ بذكرها...وكانت مُنى نفسي وكنتُ بها أرضى
إذا رُمتُ صبراً أو سُلُوّاً بغيرها...رأيتُ جميعَ الناسِ من دونها بَعضا
***
فأبكي لنفسي رحمةً من جفائها...ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإنِّي لأهواها مُسيئاً ومحسناً...وأقضي على نفسي لها بالذي تقضي
فحتَّى متى رَوْحُ الرِّضا لا ينالُنِي...وحتى متى أيَّام سخطِكِ لا تمضي
***
سلامٌ على من لا يُمَلُّ كلامه...وإن عاشَرَتْهُ النَّفْسُ عَصراً إلى عصرِ
***
وحدَّثْتُ نفسي بالفراقِ أَروضُها...فقالتْ رويداً لا أغُرُّكَ من صبري
فقلتُ لها : فالهجرُ والبين واحدٌ...فقالت : أَأُمنَى بالفراقِ وبالهجرِ
***
تَوَسَّدَ أحجارَ ألمهامه والقفرِ...وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فيا ليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً...فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ
***
طبيبانِ لو داويتُماني أُجرتُمَا...فما لكما تستغنيانِ عن الأجرِ
فقالا بحزنٍ ما لكَ اليومَ حِيلةٌ...فمت كَمَداً أو عزِّ نفسكَ بالصبرِ
وقالا دواءُ الحبِّ غالٍ وداؤُهُ...رخيصٌ ولا ينبيكَ شيءٌ كمن يدري
فما برحا حتى كتبتُ وصيتي...ونَشَّرتُ أكفاني وقلتُ احفُرا قبري
فما خيرُ عِشقٍ ليسَ يقتُلُ أهلهُ...كما قَتَلَ العشَّاقَ في سالفِ الدَّهرِ
***
ويا ليتنا نحيا جميعاً وليتنا...نصير إذا متنا ضجيعينِ في قبرِ
ضجيعينِ في قبر عن الناسِ مُعزَلٍ...ونُقرَنُ يَومَ البعثِ والحشرِ والنشرِ
***
وكيف أعزِّي النفس بعد فراقها...وقد ضاق بالكتمان من حبها صدري
فوالله واللهِ العزيزِ مكانهُ...لقد كاد روحي أن يزول بلا أمري
خليليَّ مُرَّا بعد موتي بتربتي...وقولا لليلى ذا قتيلٌ من الهجر
***
تداويت من ليلى بليلى عن الهوى...كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر
ألا زَعَمَتْ ليلى بأن لا أحبها...بلى والليالي العشرِ والشفع والوَترِ
بلى والذي لا يعلمُ الغيبُ غيرُهُ...بقدرتهِ تجري السفائنُ في البحرِ
بلى والذي نادى من الطور عبدَهُ...وعظّمَ أيامَ الذبيحةِ والنّحرِ
لقد فُضِّلَتْ ليلى على الناسِ مثل ما...على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القَدْر
***
فلو كنتِ ماءً كنتِ من ماءِ مُزنةٍ...ولو كنتِ نوماً كنتِ من غفوةِ الفجرِ
ولو كنتِ ليلاً كنتِ ليلَ تواصلٍ...ولو كنتِ نجماً كنتِ بدرَ الدّجى يسري
عليكِ سلامُ الله يا غايةَ المُنى...وقاتلتي حتى القيامة والحشرِ
***
تعلّقَ روحي روحَها قبلَ خلْقِنا...ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ
فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً...وليس , وإن متنا, بمنقصفِ العهدِ
ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ...وسائرنا في ظلمة القبرِ واللحدِ
***
لها في طرفها لَحَظاتُ حتفٍ...تُميتُ بها وتُحيي من تريدُ
وإن غَضِبتْ رأيتَ الناسَ هلكى...وإن رضيتْ فأرواح تعودُ
***
وجدتُ الحبَّ نيراناً تَلَظّى...قلوبُ العاشقينَ لها وقودُ
فلو كانت إذا احترقتْ تَفَانتْ...ولكن كلّما احترقت تعودُ
كأهلِ النارِ إذ نضجتْ جلودٌ...أعيدتْ - للشقاءِ- لهمْ جُلُودُ
***
حَلَفتُ لها باللهِ ما حلَّ بعدَها...ولا قبلها أُنسيَّةٌ حيثُ حَلَّتِ
أقامتْ بأعلى شعبةٍ من فؤادهِ...فلا القلبُ ينساها ولا العينُ مَلَّتِ
***
إذا متُّ خَوفَ اليأسِ أحياني الرَّجا...فكم مرَّةٍ قد مُتُّ ثمَّ حَييتُ
ولو أحدقَ بي الأنسُ والجِنُّ كلهم...لكي يمنعوني أن أجيكِ لجيتُ
***
ألا يا طبيب النفسِ أنتَ طبيبُها...فرفقاً بنفسٍ قدْ جَفاها حبيبها
***
ذكرتُكِ والحجيجُ لهمْ ضجيجٌ...بمكةَ والقُلوبُ لها وَجيبُ
فقُلتُ ونحنُ في بلدٍ حرَامٍ...بهِ والله أُخلصتِ القلوبُ
أتوبُ إليكَ يا رحمنُ مما...عَمِلْتُ فقدْ تَظاهرتِ الذنوبُ
فأما من هوى ليلى وتركي...زيارتها فإني لا أتوبُ
وكيفَ – وعندها قلبي رهينٌ...أتوبُ إليكَ منها أو أُنيبُ
***
فؤادي بينَ أضلاعي غريبُ...ينادي من يُحِبُّ فلا يُجيبُ
أحاطَ بهِ البلاءُ فكلَّ يومٍ...تُقارِعُهُ الصبابةُ والنَّحيبُ
***
حَلَفتُ لها بالمشعرينِ وزمزمٍ...وذو العرشِ فوق المُقسمينَ رَقيبُ
لئِنْ كان بردُ الماءِ حرَّانَ صادياَ...إليَّ حبيباً إنها لحبيبُ***
******
يقولون ليلى عذَّبتكَ بحبها...ألا حبذا ذاك الحبيب المعذِّبُ
حتى يكاد الشاعر أن يدعوا على نفسه بالموت و وصال محبوبته وقد فعلهاقرأت نبع من بحر قصائد قيس بن الملوح في ليلى وأحببت أن أطلعكم على هذا الرقي المعنوي والأدب اللفظي الذي غاب عن آدآب العصر الحالي فإليكم مقطوعات من هذه القصائد التي يقول فيها:
طبيبان لو داويتمانى أجرتــــــمـا فما لكما تستغنيان عن الأجـــــــر
فقالا :مالك الــــــيوم حيلــــــــــة فمت كمدا أو عز نفسك بالصبـــر
وقالا :دواء الحب غـــــال وداؤه رخيص ولا ينبيك شى كمن يدري
فما برحا حتى كتبت وصيتـــــــى ونشرت أكفانى وقلت احفرا قبري
فما خير عشق ليس يقتل أهلـــه كما قتل العاشق في سلف الدهــر
ألا حبذا البيض الأوانس كالدمى وإن كن يسكرن الفتى أيما ســكر
*************
فمن مبلغ عني الحبيب رسالة ... بأن فؤادي دائم الخفقان
وأني ممنوع من النوم مدنف ... وعيناي من وجد الأسى تَكِفانِِ
***
أحبكِ يا ليلى محبَّة عاشقٍ...عليه جميع المصعباتِ تهونُ
أحبكِ حباً لو تحبين مثلَهُ...أصابكِ من وجدٍ عليَّ جنونُ
لا فارحمي صبّاً كئيباً معذباً...حريق الحشا مضنى الفؤاد حزينُ
قتيلٌ من الأشواقِ أمَّا نهارهُ...فباكٍ وأمَّا ليلهُ فأنينُ
له عبرةٌ تهمي ونيران قلبهِ...وأجفانهِ - تذري الدموع - عيونُ
***
وإني لأستغشي وما بيَ نعسةٌ...لعل لقاها في المنام يكونُ
تخبّرني الأحلام أني أراكمُ...فيا ليت أحلامَ المنامِ يقينُ
شهدت بأني لم أخنكِ مودةً...وأني بكم حتى المماتِ ضنينُ
***
أموتُ إذا شطَّت وأحيا إذا دنت...وتبعث أحزاني الصَّبَا ونسيمها
فمن أجلِ ليلى تولعُ العين بالبكا...وتأوي إلى النفس كثيرٍ همومها
***
إلى الله أشكو حبَّ ليلى كما شكا...إلى الله فقدَ الوالدينِ يتيمُ
يتيمٌ جفاه الأقربون فعظمهُ...كسيرٌ وفقد الوالدينِ عظيمُ
***
فلا تقتليني بالصدودِ وبالقِلَى...ومثلكِ يا ليلى يرقُّ ويرحمُ
فواللهِ إني فيكِ عانٍ وعاشقٌ...أذوبُ غراماً فيكِ والحبَّ أكتمُ
مخافةَ واشٍ أو رقيبٍ وحاسدٍ...يحدِّث ما لا كانتِ الناسُ تعلمُ
***
لقد هتفتْ في جنحِ ليلٍ حمامةٌ...على فننِ وهناً وإني لنائمُ
فقلت اعتذراً عند ذاك وإنني...لنفسيَ فيما قد أتيتُ للائمُ
أأزعم أني عاشقٌ ذو صبابةٍ...بليلى ولا أبكي وتبكي البهائمُ
كذبتُ وبيتِ اللهِ لو كنتُ عاشقاً...لَمَا سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ
***
أقول لِمُفتٍ ذات يوم لقيتهُ...بمكةَ والأنضاءُ ملقىً رحالها
بربكَ أخبرني ألم تأثم التي..أضرَّ بجسمي من زمانٍ خيالها
فقال بلى واللهِ سوفَ يمسها...عذابٌ , وبلوى في الحياة تنالها
فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ...سريعٍ إلى جيبِ القميص انهمالها:
عفا الله عنها ذنبها وأقالها...وإن كان في الدنيا قليلاً نوالها
***
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِِعَتْ...أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسانِِ ما مُنِعا
***
إذا طلعتْ شمس النهارِ فسلِّمي...فآيةُ تسليمي عليكِ طلوعها
بعشرِ تحياتٍ إذا الشمس أشرقتُ...وعشرٍ إذا اصفَرَّت وحان وقوعها
***
وكيف أسلِّي النفسَ عنها وحبها...يؤرقني والعاذلون هواجعُ
وقلبي كئيب في هواها...وإنني لفي وصلِ ليلى ما حييتُ لطامعُ
***
رضيتُ بقتلي في هواها لأنني..أرى حبها حَتماً وطاعتها فرضا
إذا ذُكِرتْ ليلى أهيمُ بذكرها...وكانت مُنى نفسي وكنتُ بها أرضى
إذا رُمتُ صبراً أو سُلُوّاً بغيرها...رأيتُ جميعَ الناسِ من دونها بَعضا
***
فأبكي لنفسي رحمةً من جفائها...ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإنِّي لأهواها مُسيئاً ومحسناً...وأقضي على نفسي لها بالذي تقضي
فحتَّى متى رَوْحُ الرِّضا لا ينالُنِي...وحتى متى أيَّام سخطِكِ لا تمضي
***
سلامٌ على من لا يُمَلُّ كلامه...وإن عاشَرَتْهُ النَّفْسُ عَصراً إلى عصرِ
***
وحدَّثْتُ نفسي بالفراقِ أَروضُها...فقالتْ رويداً لا أغُرُّكَ من صبري
فقلتُ لها : فالهجرُ والبين واحدٌ...فقالت : أَأُمنَى بالفراقِ وبالهجرِ
***
تَوَسَّدَ أحجارَ ألمهامه والقفرِ...وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فيا ليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً...فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ
***
طبيبانِ لو داويتُماني أُجرتُمَا...فما لكما تستغنيانِ عن الأجرِ
فقالا بحزنٍ ما لكَ اليومَ حِيلةٌ...فمت كَمَداً أو عزِّ نفسكَ بالصبرِ
وقالا دواءُ الحبِّ غالٍ وداؤُهُ...رخيصٌ ولا ينبيكَ شيءٌ كمن يدري
فما برحا حتى كتبتُ وصيتي...ونَشَّرتُ أكفاني وقلتُ احفُرا قبري
فما خيرُ عِشقٍ ليسَ يقتُلُ أهلهُ...كما قَتَلَ العشَّاقَ في سالفِ الدَّهرِ
***
ويا ليتنا نحيا جميعاً وليتنا...نصير إذا متنا ضجيعينِ في قبرِ
ضجيعينِ في قبر عن الناسِ مُعزَلٍ...ونُقرَنُ يَومَ البعثِ والحشرِ والنشرِ
***
وكيف أعزِّي النفس بعد فراقها...وقد ضاق بالكتمان من حبها صدري
فوالله واللهِ العزيزِ مكانهُ...لقد كاد روحي أن يزول بلا أمري
خليليَّ مُرَّا بعد موتي بتربتي...وقولا لليلى ذا قتيلٌ من الهجر
***
تداويت من ليلى بليلى عن الهوى...كما يتداوى شاربُ الخمر بالخمر
ألا زَعَمَتْ ليلى بأن لا أحبها...بلى والليالي العشرِ والشفع والوَترِ
بلى والذي لا يعلمُ الغيبُ غيرُهُ...بقدرتهِ تجري السفائنُ في البحرِ
بلى والذي نادى من الطور عبدَهُ...وعظّمَ أيامَ الذبيحةِ والنّحرِ
لقد فُضِّلَتْ ليلى على الناسِ مثل ما...على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القَدْر
***
فلو كنتِ ماءً كنتِ من ماءِ مُزنةٍ...ولو كنتِ نوماً كنتِ من غفوةِ الفجرِ
ولو كنتِ ليلاً كنتِ ليلَ تواصلٍ...ولو كنتِ نجماً كنتِ بدرَ الدّجى يسري
عليكِ سلامُ الله يا غايةَ المُنى...وقاتلتي حتى القيامة والحشرِ
***
تعلّقَ روحي روحَها قبلَ خلْقِنا...ومن بعدِ أن كنَّا نطافاً وفي المهدِ
فعاش كما عِشنا فأصبح نامياً...وليس , وإن متنا, بمنقصفِ العهدِ
ولكنه باقٍ على كلِّ حالةٍ...وسائرنا في ظلمة القبرِ واللحدِ
***
لها في طرفها لَحَظاتُ حتفٍ...تُميتُ بها وتُحيي من تريدُ
وإن غَضِبتْ رأيتَ الناسَ هلكى...وإن رضيتْ فأرواح تعودُ
***
وجدتُ الحبَّ نيراناً تَلَظّى...قلوبُ العاشقينَ لها وقودُ
فلو كانت إذا احترقتْ تَفَانتْ...ولكن كلّما احترقت تعودُ
كأهلِ النارِ إذ نضجتْ جلودٌ...أعيدتْ - للشقاءِ- لهمْ جُلُودُ
***
حَلَفتُ لها باللهِ ما حلَّ بعدَها...ولا قبلها أُنسيَّةٌ حيثُ حَلَّتِ
أقامتْ بأعلى شعبةٍ من فؤادهِ...فلا القلبُ ينساها ولا العينُ مَلَّتِ
***
إذا متُّ خَوفَ اليأسِ أحياني الرَّجا...فكم مرَّةٍ قد مُتُّ ثمَّ حَييتُ
ولو أحدقَ بي الأنسُ والجِنُّ كلهم...لكي يمنعوني أن أجيكِ لجيتُ
***
ألا يا طبيب النفسِ أنتَ طبيبُها...فرفقاً بنفسٍ قدْ جَفاها حبيبها
***
ذكرتُكِ والحجيجُ لهمْ ضجيجٌ...بمكةَ والقُلوبُ لها وَجيبُ
فقُلتُ ونحنُ في بلدٍ حرَامٍ...بهِ والله أُخلصتِ القلوبُ
أتوبُ إليكَ يا رحمنُ مما...عَمِلْتُ فقدْ تَظاهرتِ الذنوبُ
فأما من هوى ليلى وتركي...زيارتها فإني لا أتوبُ
وكيفَ – وعندها قلبي رهينٌ...أتوبُ إليكَ منها أو أُنيبُ
***
فؤادي بينَ أضلاعي غريبُ...ينادي من يُحِبُّ فلا يُجيبُ
أحاطَ بهِ البلاءُ فكلَّ يومٍ...تُقارِعُهُ الصبابةُ والنَّحيبُ
***
حَلَفتُ لها بالمشعرينِ وزمزمٍ...وذو العرشِ فوق المُقسمينَ رَقيبُ
لئِنْ كان بردُ الماءِ حرَّانَ صادياَ...إليَّ حبيباً إنها لحبيبُ***
******
يقولون ليلى عذَّبتكَ بحبها...ألا حبذا ذاك الحبيب المعذِّبُ